الشريط الاخباريسلايدعربي

احتجاجات مصر.. قناع “إخواني” جديد

لم يهنأ المصريون بعد بارتياح نسبي عُقب أحداث 2011.. ثماني سنوات تقلب فيها المشهد المصري السياسي والاجتماعي كثيراً، من تغيرات في الحكم وهجمات وتفجيرات إرهابية وغيرها، ولكن الثابت الوحيد الذي بقي هو معاناة الشعب المصري، بل حتى أنها ازدادت سوءاً…

وكالعادة يجب الاستفادة من غضب الجماهير وفقرهم وحاجتهم للقيام بمخططات أخرى تفيد جهات معينة، أخر ما يهمها هو الشعب المصري ومصيره، المهم ما يحققه لها من أهداف… لذا كانت الدعوات تتردد في فضاءات مصر للتظاهر ضد الحكم.. ومع تغيير في الوجوه و”الرموز”، إلا أن الهدف واحد، إشعال ميادين مصر من جديد….

مقاول مصري وممثل، يقيم في إسبانبا، كان من صب الزيت على النار، وبدأ بنشر فيديوهات ظاهرها المطالبة باستحقاقاته، لكنها اتجهت بعد ذلك لمنحى مختلف، فتصاعدت حدة الخطابات لتصل إلى مواضيع في الشأن المحلي والسياسي، وتنتهي بالإعلان عن القضاء على الرئيس عبد الفتاح السيسي..

ورغم ظهوره بمظهر المظلوم والمستغل الذي يطالب “فقط بحقوقه”، فإن فيديوهات محمد علي، الذي عمل مقاولا مشرفا على مشروعات تابعة للجيش المصري، لم تكن سوى استراتيجية محكمة لبدء التحرك ضد الحكم في مصر، فمهاراته التمثيلية وما تلقاه قي هذا المجال مكّنه من خبرات الوقوف أمام الكاميرات والتعبير بشكل أفضل لكسب التأييد لما يُخطط له..

المقاول المصري نفى أي صلة له بأي حزب سياسي أو جهة سياسية، لكن مصادر عديدة، من بينها مركز فيريل للدراسات في ألمانية، أكدت أن جماعة الإخوان المسلمين دخلت على الخط وأنها ستستغل الظروف لصالحها للانقضاض على الحكم، بمساعدة مشيخة قطر وتركيا، اللتان كشفت تقارير متعددة المصادر أنهما جهزتا مكناتهما ومنصاتهما الإعلامية والمالية لتغطية الأحداث، وتأجيجها..

إعلام الإخوان، على اختلاف البلد الذي يتبع له، عمد إلى فبركة ونشر فيديوهات وصور تعود لأحداث قديمة على أنها تحدث الآن في المظاهرات التي جرت الجمعة الماضية، كآلية يتبعها التنظيم لزعزعة الاستقرار.. الأسلوب ذاته الذي تم أتباعه في سورية لسنوات لنقل صورة مغايرة ومشوهة تماما عما يجري على الأرض..

كما ونشرت صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي استطلاعات للرأي حول تأييد التظاهر، إلا أن مخالفة النتائج لتوقعاتها دفعها لحذف الاستطلاع، حيث أظهر أن 70% ممن شاركوا في الاستطلاع رفضوا تلبية الدعوة للتظاهر، وذلك وفقا لما ذكره خبراء أمن المعلومات في مصر، إذا إنهم – أي جماعة الإخوان – يلجأون للاستطلاعات الإلكترونية لوجود إمكانية التحكم في نتائجها، بهدف تصدير وجهة النظر التي يريدونها…

وما يثبت أيضا وقوف جماعة الإخوان خلف التظاهرات الأخيرة، كان اعتقال الأمن المصري لنجل أحد القياديين في التنظيم، بمدينة 6 أكتوبر، وهو يحاول الإعداد لجمع وقيادة إحدى التظاهرات..

كثيرون متخوفون من النيران التي نشبت في الهشيم، وما سيؤول إليه حال مصر، فالرؤية غير واضحة تماما، ويوم غدٍ سيكون الفصل في ذلك، مع تجدد الدعوات للتظاهر، فهل سيستجيب لها الشارع المصري أم لا؟؟..

رغد خضور  ||  البعث ميديا