الشريط الاخباريدولي

اليد اليمنى لـ”بتراويس” يتحدث عن خلفيات ونتائج اغتيال الشهيد سليماني

في حوار مع صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، يستعرض العقيد الأمريكي المتقاعد بيتر منصور والذي كان الذراع اليمنى لديفيد بيتراوس القائد الاعلى للقوات الاميركية المحتلة للعراق، حيثيات وخلفيات و”دوافع” واشنطن للإقدام على اغتيال اللواء الشهيد قاسم سليماني وتبعات هذا التصعيد الخطير والرد الايراني والعلاقة مع العراق.

يقول الكولونيل السابق بيتر منصور: “كضابط سابق في العراق شهدت على مقتل المئات من جنودنا على أيدي (الميليشيات) التي كان يقودها قاسم سليماني قائد فيلق القدس وهو من كان يسلحهم ويدربهم ويوجههم لمحاربة القوات الأمريكية، لقد زودهم بأحدث الأسلحة القادرة على اعتراض وتدمير الدبابات، لسوء حظنا، لقد جعل سليماني حياة جنودنا هناك بائسة للغاية”.

ويتابع: “سليماني كان رجلاً استراتيجياً ممتازاً وخبيراً وذا كفاءة عالية ويعرف جيداً ماذا عليه فعله، لقد كان خصما كبيراً ورهيباً”.

عن وجود مخططات في ذلك الوقت لاغتيال الشهيد سليماني، نفى قائد الفرقة الاولى المدرعة الاميركية السابق منصور، هذا الامر، وقال: “إن اغتياله في ذلك الوقت كان يعتبر بمثابة تصعيد أمريكي خطير للوضع هناك”، زاعما في نفس الوقت أنه “بين 2007 و2008 حاولت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال ديفيد بيتراوس وسفيرها هناك راين كروكر اجراء مباحثات مع ممثلين عن ايران في بغداد، لمحاولة ايجاد أرضية للتفااهم بهدف وضع العراق على طريق السلام والأمن، الا أنه وخلال المباحثات، قدم أحد الممثلين الايرانيين هاتفا محمولا للجنرال بيتراوس ، وفيه رسالة نصية جاء فيه (أنا سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، اذا اردت اجراء محادثات فعليك التواصل معي)”.

ويردف قائلا: “كان سليماني المسؤول الأول هناك، ولكن لم نتباحث معه”.

وفي اجابته حول ما اذا كان اغتيال سليماني  ضرورة “استراتيجية” بالنسبة للأمريكيين، قال منصور الذي يعمل حاليا استاذ في التاريخ العسكري بجامعة أوهايو: “كان يجب وضع حد لإيران وأن يكون الرد قويا، لقد تجاوزت الحدود خلال الأشهر الماضية”. واتهم ايران بأنها كانت تقف وراء عمليات مثل “الصعود الى سفن في الخليج واسقاط طائرة بدون طيار أمريكية والاعتداء على منشآت نفطية سعودية ومهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد”.

ويضيف: “كان من الواضح أن ايران لن تتوقف عند هذا الحد”.

هذا واتهم منصور الشهيد سليماني بأنه هو من يقف وراء “مهاجمة السفارة والقاعدة الأمريكيتين في العراق”. واصفا عملية اغتياله بـ”العلامة الفارقة وبسفك دم من طراز رفيع في الدولة الايرانية”!!

وعن الرد الايراني المتوقع على هذه العملية، يقول الضابط الأمريكي السابق، أن “الخيارات الاكثر المنطقية لديها هي استهداف قواعد عسكرية أو مدنية أمريكية داخل العراق، بالاستعانة بحلفائها هناك”، ويتابع: “ولكن التخطيط لمهاجمة سفن في الخليج الفارسي أو أهداف أمريكية، سيستوجب ردا من الولايات المتحدة وهو ما يعني الدخول في حرب مفتوحة معها، ولا أعتقد أن طهران تريد ذلك.. بل ستحاول استغلال هذه العملية لصالحها والطلب من الطبقة السياسية العراقية مطالبة القوات الأمريكية بمغادرة العراق”.

في هذا السياق، يجب التنبيه إلى أن الضابط الأمريكي، قد هدد وبشكل مباشر الحكومة العراقية في حال أقدم البرلمان العراقي على الطلب من القوات الأمريكية المغادرة، قائلا: “ستخرج قواتنا ببساط وبسرعة اذا طلب منا ذلك، ولكن سيتحملون العواقب منها عودة (داعش) والعزلة التي سيلقونها اذا اصطفوا مع الايرانيين، صحيح أن طهران قوة اقليمية، ولكنها لا تتمتع بالقوة الكافية، ونحن نعتقد أن الحكومة العراقية لا ترغب بالعزلة واتخاذ هكذا قرار”.

وحول استعداد القوات الامريكية في المنطقة والعراق خاصة لأي رد ايراني، يقول منصور: ” اعتقد أن مستوى التأهب عال جدا، وأن قادة قواعدنا العسكرية هناك قد اتخذوا اجراءات حماية قصوى لمنع أي تسلل أو ضربات صاروخية، كل جندي امريكي هو هدف للإيرانيين، ومع ذلك متأكد أن كل التدابير قد تمت لحماية جنودنا”.

في خاتمة الحوار، يسأل الصحفي منصور عن اذا ما كان ترامب محاطا بشكل جيد بكل الحيثيات والتحضير لهذا العمل التصعيدي، أجاب بشكل مقتضب بأنه “لا يعرف لأنه لا يعرف مستشاريه الحاليين. وأضاف: “كنت واثقا للغاية من الاجابة لو كان الجنرال  جيمس ماتيس وزير الدفاع السابق أو الجنرال  هربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض على رأس عمليهما، الأمر المؤكد هو أن فريقه الأمني ​​الجديد نسبياً تحت الاختبار”.

وينهي حديثه بالاستعراض الأمريكي المعهود: “يعد الجيش الأمريكي هو الأقوى في العالم وقدراته لا يعلى عليها، لكن الاستراتيجية هي أقوى من السلاح، سوف نكتشف كيف أن اليد التي توجه جيشنا إلى أي مدى هي حكيمة”.

البعث ميديا- ترجمة: سلوى حفظ الله

عن صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية

رابط المقال الأصلي