سويداءمراسلون ومحافظات

صناعة الشموع …حرفة تحجز مكانها كمشاريع إنتاجية في السويداء

بإصرار وعزيمة لا تلين حجزت الشابة ولاء الحجلي لنفسها مكانا بين قائمة الفنانين المبدعين في صناعة الشمع اليدوي ، واستطاعت أن تحوله الى قطع فنية ومجسمات في غاية الروعة والجمال ، فكل قطعة من قطع الشمع تروي وتحكي قصة ما ، إضافة لأنها تملك روحا يعطيها التميز والتفرد .

الشابة ولاء الحجلي البالغة من العمر 24 عاما ، هي أول سيدة تعمل في صناعة الشمع اليدوي في محافظة السويداء واستطاعت أن تشكل لنفسها هوية خاصة بها في هذه الحرفة اليدوية ، وجعلت من حلمها الذي راودها لسنوات أن يصبح مشروعا يوفر فرص عمل لـ 18 سيدة بحاجة الى العمل وسد الرمق .

البعث ميديا التقت مع الشابة ( ولاء ) التي حدثتنا عن بداياتها وعن مشروعها قائلة : بدايتي كانت مع الهلال الأحمر السوري بصفة مدربة ، مدربة مهنية ضمن مشاريع تنموية لتعليم السيدات على المهن ، لتصبح السيدة منتجة ولديها مهنة تعمل بها ، ومن هنا بدأ مشروعي فقررت ان اعمل مشرعي الخاص وأن أعطي لهؤلاء النساء فرصة ليصبحن منتجات.

وتابعت تقول : انطلق المشروع منذ عام 2018 ، وشكلنا فريق مؤلف من 18 سيدة يعملن بنفس الروح وبنفس الهوية ، وكان سبب اختياري لهذا المشروع (صناعة الشمع ) هو تفرده في المحافظة ، وميولي وحبي منذ الصغر للشمع ، فهناك رابط بيني وبين الشمع ، ووضعت عنوانا للعمل وللمحل “SOUL” والذي يعني بالعربية “روح” فأنا لدي إيمان مطلق بأن كل قطعة مشغولة بحب لديها روح ، ونور الشمعة دائما ترافقنا بكل المشاعر ، فعندما نفرح ننير شمعة ، وعندما نحزن ننير شمعة .

وأضافت : لقد تجاوز عملي حدود المحلية ولاقى انتشارا واسعا في دول عربية واجنبية ، ولاقى نجاحا كبيرا في الخارج وسبب ذلك يعود لتميزه عن باقي الشمع فهو ابتكار لا يخضع لأي قاعدة تتولد الفكرة في مخيلتي حتى وأنا نائمة احلم بقصة استيقظ وأكتبها ثم أطبقها ، وهذا سبب التميز والتفرد ، وهذا هو الابتكار .

وشبّهت الحجلي قطع الشمع بين يديها وكأنها ” قطعة من روحها التي تمسكها برقة ولطف ” . وأكدت الحجلي بأنها شاركت في عدة معارض بدمشق ،وتم اختيارها لوحدها من السويداء ، لافتة إلى أن الإقبال كان كبيرا ، وإن الإعجاب بمنتجاتها كان واضح على وجوه المشاركين والزوار .

وسألنا ولاء ما هي المواد التي تستخدموها في صناعة الشمع ؟ قالت : مواد الشمع الخام وهي مواد مستوردة من الخارج ، وقوالب للصب ، وخيوط ، وزيوت عطرية ،وملونات ومواد اخرى حسب طلب الزبون وهي مواد طبيعية مثل القهوة والفانيليا والورد و هناك أيضا عدة مراحل لصناعته اولا مرحلة الصهر ووضع الخيوط والتلوين وتجهيز القالب والسكب .

وتابعت : نحن ايضا نطبق فنيات على الشمع ممكن نحت شخصيات أو مجسمات وممكن طباعة صورة على الشمع فأحيانا تستغرق القطعة الواحدة وقت لمدة 5 أيام وأحيانا يوم واحد حسب نوع الطلب. وبينت ولاء أن سبب نجاح العمل وتفوقه واستمراريته يعود لتنظيم العمل والإخلاص في تنفيذه ، مشيرة الى وجود بعض الصعوبات الذي أحيانا يكون دافعا ومحفزا للنجاح أيضا .

وقالت ” فالشمع بقدر ما هو لطيف و رقيق وجميل ورومانسي بقدر ما يحتاجه إلى دقة وعمل طويل ومتعب ويحتاج الى جهد ووقت لأنه عمل يدوي بحت لا نستخدم أي آلة فيه . وقالت أيضا إن ” هذا المشروع فاق كل توقعاتي ولاقى النجاح المطلوب الذي أصبو اليه وتحقق حلمي كما رسمته في مخيلتي فأي عمل في العالم اذا لم يكن مصمم على الابداع والطموح والتجديد لا يستمر ,وانا لا ابني مشروع فقط للعمل ، وانما ابني حالة اجتماعية معينة في SOUL جمعنا ضمن فئات عمرية مختلفة ضمن هوية واحدة وضحكة واحدة.

البعث ميديا || السويداء – ربا الهادي