اقتصادالاقتصاد الدولي

أزمات “كورونا”.. عجز اقتصادي عالمي غير مسبوق.. خسائر بالجملة والمفاجأة الصينية

يستمر كورونا اجتياحه العالم ملقياً بتأثيراته الكارثية على كل مناحي الحياة، مظهراً عجزاً غير مسبوق في السياسات والخطط الاقتصادية وإدارة الأزمات، ليصيب الاقتصاد الدولي بحالة شلل تام وينذر بأزمة اقتصادية حادة وخسائر عالمية، وسط تأكيدات دخول العالم في مرحلة جمود اقتصادي فعلي هو الأسوأ على الإطلاق..

الاقتصاد العالمي في مرحلة الركود

أعلنت المؤسسات الدولية تصاعد مخاوفها من التداعيات الخطيرة لفيروس كورونا على مستقبل الاقتصاد العالمي، إذ أكد صندوق النقد الدولي أن تفشي الفيروس قد أضر بمعدل النمو الاقتصادي العالمي، ودفعه إلى ما هو أدنى من معدلاته في العام الماضي، موضحاً أن انتشار فيروس كورونا سيدفع أرباح الناتج العالمي لعام 2020 إلى أدنى معدل لها منذ الأزمة المالية عام 2008.
وبسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا قررت العديد من المراكز البحثية والمحللين الاقتصاديين تخفيض توقعاتهم لنمو الاقتصاد العالمي في 2020، حيث تتوقع مؤسسة أكسفورد للاقتصاد، تراجع النمو بنحو 0.2%، ليصل إلى 2.1% في 2020، وبدوره توقع بنك جولدمان ساكس، تراجع نمو الاقتصاد الأمريكي بنحو 0.4 نقطة مئوية في الربع الأول من هذا العام، ورغم حزمة المساعدات الاقتصادية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تزيد عن تريليوني دولار، إلا أن مؤشرات الاقتصاد والبورصة وأسواق المال تتجه نحو الهبوط الحاد متأثرة بارتفاع الإصابات الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية.
مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أكد في دراسة تحليلية أن الصدمة التي تتسبب بها كورونا ستؤدي إلى ركود في بعض الدول وفي أسوأ السيناريوهات قد نشهد عجزاً في الدخل العالمي بقيمة 2 تريليون دولار، وأشارت منظمة الأونكتاد إلى أن تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى أقل من 2% لهذا العام قد يكلف نحو تريليون دولار، أي أن العالم يتجه نحو ركود في الاقتصاد.

انهيار في أسعار النفط

المخاوف من كورونا ومن الركود الاقتصادي ألقت بظلالها على قطاع النفط في العالم، ما تسبب بانخفاض أسعار خام النفط بنسبة 31% خلال أسبوع واحد من هذا الشهر، وبحسب وكالة “بلومبرج”، تسبب هذا الوضع في خسارة أسهم الطاقة العالمية 196 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسبوع واحد فقط، في ظل تراجعها بشكل عام بأكثر من 24%، وهي أكبر نسبة تراجع منذ تشرين الأول من عام 2008.
وأكدت “بلومبرج” أن الانهيار الكارثي في أسعار النفط سينعكس على صناعة الطاقة العالمية بشكل عام، وسيتسبب في إعادة هيكلة شكل السياسات العالمية، نظراً لما سيترتب عليه من تداعيات اقتصادية وسياسية.

ماذا عن الطيران!

في الإطار ذاته، يعاني قطاع الطيران خسائر كبيرة، ويعتبر الأكثر تضرراً، نتيجة تعليق العديد من الدول حركة الطيران كإجراء احترازي للتصدي لانتشار الفيروس عالمياً، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي “الإتا” إلى تقدير خسائر قطاع الطيران العالمي بما يتراوح بين 63 مليار دولار و113 مليار دولار خلال 2020.
وتعاني الآن جميع شركات الطيران من معضلة إلغاء الحجوزات، بدءاً من شركة كانتاس وكاثي باسيفيك في آسيا، وصولاً إلى لوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية الفرنسية “كي إل إم”، وحتى الخطوط الجوية المتحدة والخطوط الجوية الأمريكية في الولايات المتحدة.
وبحسب وكالة “رويترز”، تخطط شركات الطيران الأمريكية تعليق 75% من رحلاتها الدولية حتى 6 من أيار المقبل، مع عدم استخدام جميع الطائرات الكبيرة استجابة لانهيار الطلب العالمي على الرحلات الجوية، فيما أكدت شركة لوفتهانزا تخفيض عدد الحجوزات بنسبة تصل إلى 50%، إلى جانب إعلان شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية عزمها إلغاء 2000 وظيفة بحسب موقع “ذي نيو ديلي” الأسترالي.

الصين ستفاجئ العالم

وعلى وقع اشتداد الأزمة، أكد تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي أن الاقتصاد العالمي دخل في مرحلة ركود فعلي، لكن هذا التقرير أطلق “مفاجأة” من نوع آخر حين توقع أن الاقتصاد في الصين مركز انتشار الوباء، سينمو بنحو 3% ليلعب دوراً هاماً في إنقاذ الاقتصاد العالمي من براثن الركود.

البعث ميديا || هديل فيزو