ثقافة وفن

تنافس المتاحف العالمية في العالم الإلكتروني.. وغياب المتاحف العربية

ضمن هذا الحظر العالمي لم تقف المتاحف العالمية مكتوفة اليدين، بل حاولت الاستفادة من الوقت بشكل ممتع وساعدت محبيها في المتابعة المستمرة لوجودهم مع أن العديد من مقتنياتهم لا تعبر عن تاريخهم أبداً لكن يحاولون فرض حضورهم باستمرار.

أغلقت المتاحف العالمية أبوابها تفادياً لخطر كورونا وقد بلغ عددها 88 متحفاً عالمياً و 91 بـ أمريكا، إلا أن بعضاً من هذه المتاحف حاولت أن تفتح لنفسها منفذاً عبر الانترنت وساعدها في ذلك Google للفنون والثقافة، الذي أطلق مبادرته بضم 2000 متحف حول العالم لإنشاء جولات افتراضية تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي، وبعد مرور أكثر من شهر على بدء جائحة كورونا، لاقت بعض المتاحف زيارات الكترونية بأعداد هائلة، منها متحف اللوفر الفرنسي الذي وصلت زياراته 400 ألف بعدما كان 40 ألف باليوم.

ومن الواضح أن اللوفر حفز المتحف البريطاني يوركشاير في يورك على زيادة زوراه، وابتكر طريقة للترفيه عن الجمهور المعزول عبر تحديات أسبوعية في مواقع التواصل الاجتماعي وتحدي المتاحف الأخرى، وبدؤوا الجمعة الماضي بمشاركة الأشياء الأكثر رعباً.

أعلن يوركشاير التحدي بصورة كعكة شعر امرأة رومانية في القرن الثالث أو الرابع بدبابيس مازالت في مكانها منذ ذلك الحين، لترد المتاحف الوطنية في اسكتلندا بصورة لحورية البحر ذات الأسنان العفنة، وتجاوز التحدي المحيط الأطلسي، فقدمت المتاحف في جزيرة الأمير إدوارد بكندا، “لعبة أطفال ملعونة”، قائلين إنهم “عثروا عليها مخبأة داخل جدران قصر عمره 155 عاماً، بحسب ما يقوله موظفو المتحف فإن “هذه اللعبة وضعوها في مكان ثم عثروا عليها في مكان آخر لاحقاً”. لينضم متحف “التاريخ الألماني” بصورة لـ “قناع الطاعون المرعب من عام 1650 إلى 1750”. وطال التحدي أيضاً أساتذة في علم الآثار، حيث شارك منهم “دان هيكس” من جامعة “اكسفورد”، لينشر صورة لقلب خاروف من أوائل القرن العشرين كان، مخزقاً بالمسامير لـ “كسر التعاويذ الشريرة”.

وحتى يزيد اشتعال المنافسة بين المتاحف، طالبت بعضها بتحدي جديد موجه للناس التي تقوم بزيارتهم ومطالبتهم برسم لوحة مشابهة لما يمتلكه المتحف من قطع إبداعية، ولقي هذا التحدي الكثير من اللوحات الفكاهية كان منها لوحة الحرية تقود الشعب ليوجين ديلاكروا، و قامت بتقليدها عائلة بأكملها لتشكيل تلك اللوحة كمشاركة متواضعة لهم وسط خلق جو من المرح الثقيفي.

عربياً ما زال الفن والمتاحف الفنية بعيدة عن المجتمع العربي أو تدوالها يكاد يكون منعدماً، بالرغم من أن المتاحف العربية غنية بالآثار والأعمال الفنية  الرائعة، وهي تتفوق بتاريخها في الواقع على تلك المتاحف العالمية التي اقتنت غالبية ممتلكاتها عن طريق الحملات الاستعمارية، ولكن دائماً المجتمع العربي غارقاً بحياته اليومية وبلقمة العيش، فلا يعرف ليله من نهاره، وربما لو شاركت أحد المتاحف العربية بمقتنياتها لتدافع الزوار عليها الكترونياً، فأين نحن من لك….؟

 

ريم حسن