سلايدمجتمع

طرق الحفاظ على أمان الأطفال عبر الإنترنت

 

وجدت دراسة أجريت في أيار 2020 أن الأطفال يقضون وقتاً أطول على الإنترنت، وأن المراهقين يقضون عدداً من الساعات يومياً باستخدام الشاشات حتى قبل الوباء. أمام هذا السلوك يشعر جميع الآباء بالقلق بشأن المخاطر الكامنة على الإنترنت لهذا السبب يميلون إلى استخدام أدوات تكنولوجية متنوعة لمراقبة أنشطة أطفالهم.

من الأفضل ألا يتبع الآباء أسلوب التجسس على الأطفال لأنها ممارسة خاطئة وتخلق مشاكل خاصة، وفيما يلي خمس نصائح حول كيفية تشجيع الآباء لأطفالهم على تبني سلوك أكثر أماناً عبر الإنترنت بخلاف استخدام برامج التجسس أو مراقبة الكمبيوتر:

أولاً: عدم الاكتفاء بمراقبة الأطفال عبر الإنترنت بل يجب التحدث معهم، حيث يمكن للتدابير التقنية التي تسمح للآباء بمراقبة كل ضغطة على المفاتيح أن تزود الوالدين بطريقة إضافية لمراقبة ما يفعله أطفالهم. ومع ذلك يجب ألا تحل الرقابة الأبوية محل المحادثة الجارية مع الأطفال حول استخدامهم للوسائط الرقمية وما يعنيه أن تكون آمناً على الإنترنت.

ويقدر العديد من الآباء التواصل المفتوح مع أطفالهم حول استخدامهم للإنترنت، ويمكن أن يكون هذا مفيداً في الحفاظ على سلامتهم، حيث وجدت الأبحاث حول السلوكيات المحفوفة بالمخاطر التقليدية ذات الصلة مثل تعاطي المخدرات في سن المراهقة أن الأطفال الذين يجرون محادثات مفتوحة مع والديهم هم أقل عرضة للانخراط في هذه السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، والتواصل المفتوح حول التجارب عبر الإنترنت قد يسمح أيضاً للأطفال بالبقاء أكثر أماناً عبر الإنترنت.

ثانياً: البحث عن بدايات المحادثة، إذ يمكن للآباء أن يطلبوا من أطفالهم أن يعّلموهم كيفية استخدام بعض تطبيقاتهم المفضلة، وستكون هذه فرصة ممتازة لاكتشاف جميع الميزات، بالإضافة إلى إعدادات الخصوصية التي توفرها هذه التطبيقات معاً.

ثالثاً: طمأنة الأطفال أنه يمكنهم اللجوء إلى الأهل إذا واجهوا مشكلة، وكجزء من محادثة مستمرة حول استخدام الوسائط يجب على الآباء التأكد من أن أطفالهم يشعرون أنه يمكنهم الوصول إليهم للحصول على المساعدة عندما يواجهون تجارب غير سارة عبر الإنترنت، ووجدت الأبحاث أن بعض الأطفال يخشون التحدث إلى والديهم عندما يواجهون مشاكل مثل التنمر عبر الإنترنت، وهم قلقون من أن الآباء قد يبالغون في رد فعلهم أو يأخذون أجهزتهم.

رابعاً: شرح سبب مراقبة أنشطتهم عبر الإنترنت، بحيث يجب على الآباء الذين يقررون مراقبة استخدام أطفالهم للإنترنت الإفصاح دائماً عن قيامهم بذلك، فمعظم الآباء يعتقدون أن عدم إخبار أطفالهم بأنهم يخضعون للمراقبة من شأنه أن ينتهك شعور أطفالهم بالخصوصية والأمان وعلاوة على ذلك عندما يكتشف الأطفال أنه تمت مراقبة استخدامهم للإنترنت دون علمهم فقد يؤدي ذلك إلى خيانة الثقة. ووجدت إحدى الدراسات أن الأبوة والأمومة المتطفلة دون علم أطفالهم يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات سلبية أكثر بين الآباء والأطفال بمجرد معرفة الأطفال، ويمكن أن تجعل بعض الأطفال أقل احتمالية للتواصل مع والديهم، وبالتالي سيصبح الآباء أقل إحاطة بحياة أطفالهم لذلك من المهم أن يشرح الآباء الأسباب التي تجعلهم يراقبون سلوك أطفالهم عبر الإنترنت.

خامساً: المراقبة المخصصة لنضج الطفل، فقد وجدت الأبحاث أن العديد من الآباء يمنحون تدريجياً مزيداً من الاستقلالية لأطفالهم ويصبحون أقل تقييداً في مراقبتهم مع تقدم الأطفال في السن، وكجزء طبيعي من النمو يقدّر المراهقون بشكل متزايد الاستقلالية الشخصية لا سيما عندما يتعلق الأمر باستخدامهم لوسائل الإعلام.

ومثلما لا يستطيع الآباء دائماً مراقبة أطفالهم المراهقين في العالم غير المتصل بالإنترنت فقد يجدون أنه من المفيد منح أطفالهم استقلالية متزايدة تدريجية في عالم الإنترنت مع تقدمهم في السن، ويمكن أن يشجع ذلك الأطفال على تطوير مهارات حل المشكلات، ويعلمهم كيفية التعامل مع المخاطر عبر الإنترنت، وسيختلف شكل هذا من طفل لآخر ويعتمد على عمره وكل شخص معرض بطرق مختلفة لتأثيرات الوسائط والمخاطر عبر الإنترنت، وهذا هو السبب في أنه من المهم تكييف الاستقلالية التي تمنح للطفل بناءً على شخصيته ونضجه وخبراته السابقة عبر الإنترنت.

سواء قرر الآباء مراقبة استخدام أطفالهم للإنترنت أم لا، مايزال هناك الكثير لنتعلمه حول الوساطة الأبوية الفعالة في عالم رقمي معقد بشكل متزايد، وبينما تختلف المراقبة الأبوية لكل طفل يجب أن تبدأ بشكل أساسي بالتواصل الجيد والتوازن بين المراقبة والاستقلالية.

 

ترجمة وإعداد: عائدة أسعد