دوليسياسة

بريطانيا والتهديدات الإلكترونية

حثّ رئيس الاستخبارات البريطانية الداخلية، كين مكالوم، الشعب البريطاني على توخي الحذر من تهديدات هجمات إلكترونية تخريبية تنشر المعلومات المضللة تطال الوظائف البريطانية والخدمات العامة والتي يمكن أن تؤدي إلى الموت مثل الأعمال الإرهابية. هذه التهديدات- كما يقول- أقل وضوحاً للعين، ولكن يمكنها أن تؤثر على البريطانيين جميعاً.

جاء التحذير في التقرير الثاني السنوي منذ استلام كين مكالوم منصبه في جهاز المخابرات في نيسان 2020، حيث يرى التقرير أن البريطانيين ليسوا محصنين من النشاطات السرية التي تتراوح عواقبها بين الإحباط والإزعاج وفقدان سبل العيش وربما الخسائر في الأرواح.

تأتي التحذيرات وسط مخاوف متزايدة من أن الهجمات الإلكترونية التي تقودها جماعات إجرامية تحميها دول يمكنها أن تدمر البنية التحتية الحيوية مثل المياه أو الكهرباء أو الرعاية الصحية، ما يؤدي إلى الموت تماماً كما حصل في الهجوم الإلكتروني عام 2017 والذي أدى إلى تدمير أجزاء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، ما أثر على المواعيد الطبية، والهجوم الذي أدى إلى تدمير خط أنابيب يوفر نصف الوقود إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
لقد كانت مسألة الإرهاب مهيمنة على أجندة الاستخبارات البريطانية خلال العقدين الماضيين، لكن الجهاز يتعامل الآن مع تهديدات على نطاق أوسع، ومن ضمنها التهديدات الإلكترونية. بالإضافة إلى التهديد الإرهابي الحالي بما في ذلك التطرف ونشاط أيرلندا الشمالية بالإضافة إلى نشاط اليمين المتطرف، الذي انخرط جهاز المخابرات مؤخراً في مراقبته.
من ناحية أخرى كرر مكالوم مخاوفه بشأن انتشار سياسة تشفير الرسائل من جانب شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك التي تقول إن تقنيتها تساعد في حماية خصوصية المستخدم عبر ضمان عدم تمكن أي شخص سوى المرسل والمتلقي من قراءة الرسالة، لكن السلطات تقول إن هذا يشكل تحدياً للسلامة العامة، لأنه لم يعد بإمكانها مطالبة الشركات بتسليم المحتويات.

ترجمة: هناء شروف