دوليسلايدسياسة

كيف ستدفع البلاد العربية وسورية ثمن الصراع الروسي الأوكراني؟

موقع البعث ميديا – بلال ديب:
بات السؤال الذي يشغل بال الكثيرين مؤخراً هل سيؤثر صراع يحدث بعيداً جداً عنا جغرافياً على حياتنا اليومية؟.. وهل نحن معنيون بالصراع الروسي الأوكراني الذي يراقبه العالم؟
ان كان الجواب أننا سنتأثر كثيراً وبشكل سلبي فدعونا نتابع كيف سيحصل ذلك؟ وكيف ستدفع البلاد العربية ونحن في سورية منها طبعاً ثمن الصراع الروسي الأوكراني؟!
بداية لا بد لنا أن نعرف أن روسيا وأوكرانيا تصدران حوالي 30 % من القمح العالمي، وتعتمد دول المنطقة العربية بشكل أساسي على القمح المستورد من روسيا وأوكرانيا، كما ان المناطق التي تشهد حالة توتر على الحدود الروسية الأوكرانية هي المناطق الأكثر زراعة بالقمح، وبالتالي فإن مجرد حصول ما يجري الآن من توتر حتى ولو لم تتطور الأمور إلى حرب فقد بدأت الأسعار بالارتفاع وذلك بسبب حالة الخوف وتأثر بورصات الحبوب الذهبية بالأحداث الأخيرة.
كما أن كبار المصدرين العالميين سيكونون أمام ارتفاع في تكاليف النقل والشحن في حال اضطرارهم لاستيراد القمح من استراليا أو أميركا وبالتالي فإن صراعاً قادماً يمكنه ان يتسبب بارتفاع جنوني في أسعار الغذاء.
من جانب آخر فإن التوترات الحالية وتطوراتها من الممكن ان تتسبب في قطع توريدات النفط والغاز الروسي إلى أوروبا، كما أن الحرب المحتملة يمكن ان ينتج عنها عقوبات قاسية على روسيا وبالتالي فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط الذي من الممكن ان يصل إلى /175/ دولار للبرميل، وارتفاعات أخرى على أسعار الغاز الطبيعي إلى /250/ دولار للميغا، وبالتالي سيؤثر ذلك على كافة القطاعات لا سيما الغذاء الذي سيتأثر كثيراً وأحد أوجه تأثره هو ارتفاع محتمل بأسعار الأسمدة وذلك لعدة أسباب نذكر منها:
إن ارتفاع أسعر الغاز الذي سيؤثر أسعار توليد الكهرباء وبالتالي على تكاليف تشغيل مصانع الإسمنت، كذلك ستتأثر صادرات روسيا من (الأمونيا – الفوسفات – بوتاس – يوريا) وهذا سيؤثر بشكل كبير على أسعار الأسمدة وتوفرها وبالتالي سيؤثر على أسعار الغذاء.
وسيؤثر الصراع الحالي على أسواق الزيوت خاصة وأن أوكرانيا تصدر ما يقارب /50%/ من زيت عباد الشمس وزيوت أخرى وشاهدنا في الفترة الماضية ارتفاع بورصات البذور الزيتية بدون حروب فكيف سيكون الحال مع صراع كهذا.
يضاف الى كل ما سبق تأثر أسواق منتجات لا عد ولا حصر لها نتيجة تأثر صادرات روسيا من الألمنيوم والنيكل والبلاديوم … وغيرها من المواد الأساسية لصناعات هامة لا سيما الأدوات المنزلية والسيارات والهواتف النقالة ومواد البناء والمعدات الطبية..
كل ما سبق ذكره وغيره الكثير مما يمكن ان يكون من نتائج كارثية للحرب المحتملة بين روسيا وأوكرانيا سيؤثر على الدول العربية وعلى سورية التي تعاني أصلاً من عقوبات اقتصادية جائرة وحصار أحادي الجانب، ما لم يتم التوصل إلى حلول تجنب العالم كله كوارث جديدة وارتفاعات جنونية في الأسعار.