دوليسياسة

اعتراف روسي باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.. وأبرز المواقف وردود الأفعال العالمية

على خلفية أزمة عسكرية سياسية مستمرة في منطقة دونباس منذ العام 2014، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الاثنين المنصرم مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

وقال بوتين في خطاب وجهه للشعب الروسي: إن هناك قوى خارجية لعبت دوراً في توتير العلاقة بين روسيا وأوكرانيا وهناك من يدفع أوكرانيا نحو الحرب مع روسيا، مؤكداً أن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي يشكل خطراً على أمن روسيا.

وقال بوتين: أوكرانيا تملك تقنيات نووية من عصر الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك وسائل نقل الأسلحة النووية، ويستطيعون استخدامها وصناعة أسلحة نووية تكتيكية بكل بساطة وسهولة، ولا سيما في حال تقديم مساعدات تقنية من الخارج، ونحن لا نستبعد ذلك، ما سيغير الأوضاع في أوروبا، ولا يمكن الرد على هذا الخطر المحتمل حينها، ولا سيما أن الرعاة الغربيين ضخوا خلال الفترة الماضية مساعدات عسكرية لأوكرانيا بمليارات الدولارات.

ويقضي المرسومان بتنفيذ القوات المسلحة الروسية مهمات ضمان السلام في أراضي كل من دونيتسك ولوغانسك استجابة لطلبات من قبل رئيسيهما دينيس بوشيلين، ودينيس باسيتشنيك، وبموجب اتفاقيتي الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة المبرمة معهما، إضافة لتوجيه وزارة الخارجية الروسية بإجراء محادثات مع كل من سلطات دونيتسك ولوغانسك حول إقامة علاقات دبلوماسية مع الجمهوريتين وتسجيل الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها بهذا الشأن في وثائق مناسبة.

في الأثناء قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: ماريا زاخاروفا خلال مقابلة عبر قناة سولوفيوف لايف على يوتيوب ورداً على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكين بعد الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك، “نعم موسكو مستعدة للمفاوضات”.

كما أعربت موسكو عن عدم نيتها قطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف، وهي تظل منفتحة على الاتصالات الدبلوماسية حيال الأزمة الأوكرانية، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن رد فعل الغرب على اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين كان متوقعاً. من جهة أخرى اعتمد برلمانا جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك قانوناً بشأن التصديق على معاهدة الصداقة والتعاون المتبادل مع روسيا.

أما عن أبرز المواقف الدولية، فقد أبدت سورية استعدادها للعمل على بناء علاقات مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وتعزيزها في سياق المصالح المشتركة.

من جانبها دعمت فنزويلا قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وجاء ذلك على لسان رئيسها نيكولاس مادورو الذي أكد أن بلاده تدعم بشكل كامل قرار الرئيس بوتين، وتؤيد في الوقت نفسه إيجاد حلول دبلوماسية للوضع في أوكرانيا، في حين احترمت بيلاروسيا، وتفهمت قرار روسيا الاعتراف ومدى الأهميتين السياسية والإنسانية لهذه الخطوة للمواطنين الروس في تلك الأراضي، في حين أكدت إيران أن تدخلات حلف الناتو وأعماله الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة جعلت الوضع في أوكرانيا أكثر تعقيداً.

كما أعلن رئيس أبخازيا أصلان بجانيا أن بلاده تدعم قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك، مضيفاً أن قرار الاعتراف بسيادة الجمهوريتين قرار عادل، جاء بناء على تقييم مناسب للواقع الجيوسياسي وهو متوافق مع التحديات والتهديدات المستجدة.

أما الصين فقد جددت دعوتها إلى حل القضية الأوكرانية عن طريق الحوار واعتماد الحل الدبلوماسي بعيداً عن أي تصعيد، وجاء ذلك على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون الذي قال خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا “نحن نرحب ونشجع كل جهد للتوصل إلى حل دبلوماسي ونحث كل الأطراف المعنية على مواصلة الحوار والمشاورات والسعي لمعالجة دواعي القلق لدى كل منها على أساس المساواة والاحترام المتبادل”.

بلغراد رأت أن القرار سينقذ حياة السكان في إقليم دونباس الذين يواجهون الخطر حالياً ويمنع وقوع المزيد من التصعيد، في حين أعلنت صربيا أن 85 بالمئة من مواطنيها سيدعمون روسيا وسيقفون دائماً في صفها مهما حدث. في المحصلة الأزمة الأوكرانية هي مشكلة أوجدتها الدول الغربية على رأسها أمريكا لتقسيم الشعوب وتقويض الأمن القومي الروسي.

البعث ميديا || ليندا تلي