سلايدمجتمع

بدأ مشروعه من محرك “غسالة” قديم..

 أن تكون عضواً فعالاً في مجتمعك هو طموح هام جداً، سواء كنت خارج أو داخل قضبان الظروف، وكلمة “بدنا نعيش” كلمة يستحقها من يسعى إليها..

رغم أنها كانت خردة ليست لها أي قيمة، استطاع أن يعيد إحياءها لتعطيه أكثر، وذلك من خلال مشروع قرر أن يتقنه رغم كل الظروف، “رامي ميهوب”، جريح وطن، أنتج فكرته من محرك غسالة صغير ليحوله إلى مخرطة خشب.. يقول رامي: “في البداية كان هدفي إيجاد عمل أستطيع القيام به ليحقق لي الدخل المادي ويناسب وضعي الصحي، بحكم أن إصابتي بنسبة عجز 80 بالمئة”، وبما أن المناطق الريفية لا تناسبها كل المشاريع لبعدها عن مركز المدينة تحديداً النائية جداً، اختار رامي مهنته بعناية بما يناسب البيئة التي يعيش فيها.

خطط ثم نفذ

كبداية للمشروع قال ميهوب لـ “البعث ميديا”: “في البداية قررت أن أبدأ بفكرة الخشبيات بعد البحث الطويل عن طريق الإنترنت، وأحضرت فيديوهات لتصنيع الأخشاب وكيفية العمل بها، ولم أكن أملك أدواتها لأبدأ الانطلاق بتجربة بسيطة، وهي صنع مخرطة صغيرة لخراطة الخشب، مستخدماً محرك غسالة صغير وكانت هذه التجربة الأولى التي صنعت بها خشبيات”.. التجربة كانت ناجحة بالنسبة لي وهذا شجعني لأوسع الورشة أكثر فأكثر”..

التفكير خارج الصندوق

وصف رامي البداية بالصعبة لثلاثة أسباب، أولها أنه جليس مقعد متحرك، وثانيها عدم وجود خبرة كافية، وآخرها عدم وجود المعدات التي تعتبر ضرورية لتوسيع المشروع، فقرر مقابلة محافظ طرطوس، صفوان أبو سعدى، خلال جولة بمنطقة القدموس، وعرض عليه الفكرة طالباً مساعدته فقابله المحافظ بالإيجابية وقدم له الدعم بالمعدات اللازمة.

أما بخصوص دعم مشروع “جريح وطن”، نوه رامي إلى أن الدعم عادل جداً من قبلهم، ولكن أحياناً التأخير يضر بهذه المشاريع، لأن الأسعار تتأرجح بين ليلة وضحاها، ولهذا السبب لم تكتمل ورشته من كل المعدات المطلوبة، وما زال ينقصه حسب قوله بعض القطع الهامة جدا لإكمال العمل، ومع ذلك، لم يردعه ذلك عن الاستمرار والتصميم على النجاح، مشيراً إلى أنه بدأ تسويق عمله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوصيل منتجاته عن طريق الشحن لكل المحافظات ويتجهز الآن للمشاركة بمعرض للجرحى بطرطوس في 18 آذار القادم.

استطاع “رامي ميهوب”، الذي لبى نداء وطنه والتحق مع رفاقه في الجيش العربي السوري في عام 2012 وأصيب عام 2013، أن يتجاوز الصعاب وأن يفرض إرادة الحياة، ولأنه استحق أن يكون من الأبطال، أنسانا إصابته، ليأخذنا إلى عالم من إبداعه الجميل وروحه الطيبة.

البعث ميديا || ريم حسن