محليات

المتحف الزراعي ذاكرة الزراعة السورية.. تقنيات متميزة ومعلومات تجذب الزوار

لنرجع بالذاكرة إلى بساطة الحياة الريفية والقمح والرحى ومعصرة الزيتون ومحلج القطن، وأول طريقة ابتدعها أجدادنا لنقل ماء الري من مستوى لآخر بالنواعير، ولنتعرف على علمائنا العرب وما قدموه لتطوير الزراعة، ونشتم رائحة وعبق غاباتنا وبيئتنا الغنية بنباتاتها الطبية والعطرية، حيث تعد سـورية مهد الحضارة ومهد الزراعة، والموطن الأصلي لكثير من أنواع النباتات والحيوانات والطيور المختلفة، وتعتبر الزراعة ومازالت المورد الرئيسـي لمعظم الســـوريين والعمود الفقري لصناعاتها وتجارتها لذلك كان من المهم توثيق هذا التاريخ وإحداث متحفٍ متخصصٍ لتلك الغاية.

حيث أُحدث المتحف الزراعي بالمرسـوم رقم /90/ تاريخ 1961-5-21 ، وسمي وقتها (متحف دمشق الزراعي)، حيث ألحق فيما بعد بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تحت مسـمى (المتحـف الزراعـي) وهو حاليـاً جزء من دائرة الإعـلام الإرشادي في مديرية الإرشاد الزراعي وتسعى وزارة الزراعة بشكل دائم لتطويره بحيث يستقطب أكبر عدد ممكن من الزوار.

الدكتورة انتصار الجباوي، مدير الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، أوضحت لـ ” البعث ميديا”  أن الهدف من إنشاء المتحف إظهار النشاط الزراعي السـوري وتطوره بشقيه الحيواني والنباتي منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر، وتتلخص هذه الأهداف بهدف تعليمي من خلال تقديم كل المعلومات المتاحة للمهتمين بتاريخ سورية الزراعي وبالعلماء العرب الذين برعوا بعلوم الزراعة، وهدف إرشادي وهو تقديم الخدمات الإرشادية من خلال المطبوعات الإرشادية (المطويات والنشرات الإرشادية) والأفلام الإرشادية، وهدف توثيقي عبر توثيق بعض مقتنيات المتحف الأثرية الزراعية المعروضة، من خلال البطاقة التعريفية، أما الهدف السياحي يتمثل باستقطاب الزوار والسياح للتعريف بتاريخ ومراحل تطور الزراعة السورية وبعلمائها في مجال الزراعة، في حين أن الهدف ثقافي يتمثل بنشر المعلومات الزراعية الثقافية من خلال البطاقة التعريفية لمختلف مقنيات المعرض النباتية والحيوانية والنماذج الزراعية المختلفة.

وذكرت الجباوي أن المتحف يتكون من سبع قاعات سُميت بأسماء علماءٍ عرب ومسـلمين برعوا بعلوم الزارعـة المختلفـة وألفوا كتباً مازالت تدرس حتى الآن. وهي قاعة الأشبيلي وهي قاعة مخصصة للقطن السوري وتحتوي على مجسـم يعرض مراحل زراعة القطن ومجسم آخر لمحلج قطن ونماذج من القطن السوري. وتحوي نموذجاً لناعورة تدور بضغط الماء وأخرى تدور بالجهد العضلي، وقاعة ابن البيطار وهي تحتوي على مجموعةٍ من المحنطات لحيواناتٍ وطيور أغلبها من البيئة السورية وبعضها قدم كهدايا للمتحف من دول أخرى، كما تحوي أيضاً مجموعة  للوحاتٍ ومنحوتاتٍ قدمتها مجموعة من أبرز الفنانين التشــكيليين السوريين، وذلك عند افتتاح المتحف الزراعي..

وتحتوي قاعة الجاحظ على مجموعة أخرى من المحنطات لحيواناتٍ وطيور، كما تحتوي على مجسم يبين التطور بمراحل معاصر الزيتـون بدءاً بالمعصرة الحجرية وانتهاءً بالمعصرة الآلية، أما قاعة الأنطاكي فهي بمثابة مكتبة للمطبوعات الإرشادية على اختلافها، وقد أنشأت مديرية الإرشاد الزراعي موقعاً إلكترونياً لكافة المطبوعات القديمة منها والحديثة،في حين إن قاعة الصوري تم إنشاؤها بالتعاون مع مديرية الحراج في وزارة الزراعة وتحتوي على مجموعةٍ من مقاطع الأشجار الحراجيةٍ ومجموعة نباتاتٍ طبية وعطريةٍ، بالإضافة لمنظر طبيعي رائع يمثل بئراً مع مسطح عشبي وجسر خشبي، وأنواع من التربة السورية ونماذج لأدوية وأسمدة زراعية قديمة وبعض علب التبغ السورية القديمة المصنعة محلياً.

أما قاعة الدينوري فهي مخصصة لعرض النباتات الطبية والعطرية الموجودة في البيئة السورية ولوحات ورسومات للريف السوري، وقاعة الدميري وتعتبر القاعة الأجمل في المتحف فهي عبارة عن نموذج حي للمنزل الريفي القديم (المضافة) بما فيه من أثاثٍ وأدواتٍ ريفية قديمة (طاحونة القمح أو الرحى، واللباس الريفي، وأدوات تحضير القهوة المرّة العربية من محمصة ومهباج وقدور، وأوان طبخ قديمة، مصابيح الكاز).

وعن موقع المتحف الزراعي، بينت الجباوي، أن المتحف يقع بدمشق بالقرب من مبنى وزارة الزراعة في الحجاز، بمنطقة الحلبوني، ويستقبل زواره يومياً من الساعة 8 صباحاً – 3 ظهراً والدخول له مجاني، كما أنه يستقطب شرائح كثيرة من كافة المجتمع من طلاب مدارس ومهتمين بالشأن الزراعي.

 

ميس خليل