سلايدسورية

برعاية الرئيس الأسد.. انطلاق أعمال المؤتمر الحادي عشر للجبهة الوطنية التقدمية

دمشق – بشير فرزان – ميس بركات: 

برعاية الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، السيد الرئيس بشار الأسد، وفي ذكرى تأسيسها الخمسين .. عقدت اليوم الجبهة الوطنية التقدمية الجبهة مؤتمرها الحادي عشر تحت شعار”جبهتنا في عيدها الوطني دعامة وحدتنا الوطنية”، في مجمع صحارى العمالي بدمشق، وذلك بحضور القيادة المركزية للجبهة والمكاتب السياسية لأحزابها وقيادات فروعها في المحافظات.

انعقاد المؤتمر في هذه الظروف يؤكد أن التجربة الجبهوية الرائدة في سورية والتي يزيد عمرها عن خمسين عاماً وصلت إلى مرحلة من النضوج وهي تتطلب المتابعة والتطوير نحو مزيد من الارتقاء النوعي باعتبارها تمثل كافة شرائح المجتمع وتأتلف بها كل الأحزاب الوطنية بما يخدم الوطن والمواطن وهي  نتاج إبداعي فكري للقائد المؤسس حافظ الأسد في عام 1972 والذي نتج عنه ترجمة حقيقية للتعددية السياسية والكوادر القيادية التي شاركت فيها من خلال أحزابها المكونة للجبهة الوطنية ..

المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي ألقى كلمة نوه فيها إلى أهمية استذكار ما أكد عليه الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم الأول عندما قال مشيراً إلى أهمية الجبهة “لو لم تكن الجبهة الوطنية موجودة لكان علينا إيجادها”، ثم وصف الجبهة بأنها أنموذج ديمقراطي تم تطويره من خال تجربتنا الخاصة بنا، وقد أدت دوراً أساسياً في حياتنا السياسية ووحدتنا الوطنية، والآن أصبح من الضروري أن نطور صيغة عمل الجبهة بما يستجيب لحاجات التطوير الذي يتطلبه واقعنا المتطور المتنامي على كل المستويات.

وأشار الرفيق الهلال إلى انه في هذا القول جمع القائد الأسد ثلاثة عوامل أساسية “أهمية الجبهة- دورها- وضرورة تطوير عملها” وهذه العوامل الثلاثة هي ما ينبغي أن نركز عليه في مؤتمرنا هذا وفي عملنا اللاحق، مؤكداً أن خمسين عاماً من العمل الجبهوي تستحق منا جميعاً مراجعة شاملة للمراحل الآفلة بكل ما فيها من تحول نوعي شهده قطرنا، ومن أحداث كبيرة عاشتها أمتنا العربية والمنطقة والعالم برمته فالمراجعة تعطي الذكرى معناها وجدواها في مجمل حياة المجتمع، بل وفي حياة الدولة، لأن أحزابنا مجتمعة هي صاحبة القرار وفق تكليف الشعب لنا عبر صندوق الاقتراع ولكن المراجعة ليست مهمة لذاتها وإنما لأنها محفز على المتابعة عبر تعزيز الايجابي ومعالجة السلبي بكل شفافية ووضوح.

وأشار الهلال إلى أن عمر الجبهة اليوم خمسون عاماً وهذا يعني أننا امتلكنا القدرة على الاستمرار في العمل معاً وفي مراحل كانت وما زالت من أصعب المراحل التي مرت على هذا الشعب العظيم وعلى وطنه سورية..وعلى العروبة في كل ديارها لكن القدرة على الاستمرار طوال هذه المدة سببها أن أحزابنا فهمت إرادة الشعب وإيمانه بالوحدة الوطنية .

ولفت الهلال إلى أن النجاح كأحزاب لا يستند إلى حلول تم فرضها على المجتمع، وإنما استند إلى أننا فهمنا ماذا يريد الشعب، وعملنا مجتمعين على تحقيقه، فالفضل الأول لهذا الشعب العظيم ، أما ميزة أحزابنا فهي أنها التزمت بإرادة الشعب وعملت على تحقيق هذه الإرادة، ونحن اليوم نعكس الوحدة الوطنية لمجتمعنا ،إننا مرآة صادقة يستطيع المجتمع أن يرى عبرها رغبته وإرادته محققة وناجزة، وهذا دور الأحزاب الشعبية باعتبارها مجتمعاً سياسياً ومحوراً لصيغة الوعي المجتمعي وتحويله إلى مهام محددة وأداء مؤثر وواضح..

وأكد أن استمرار هذه التجربة وتفردها في الوطن العربي يعني أن شعبنا يرفض الفئوية بأشكالها كافة، وأن الأحزاب التي تنجح هي فقط تلك التي تنصاع لهذه الإرادة الشعبية وتعمل على تحويلها إلى واقع ملموس وفق حلول دستورية، وقانونية وشبكة من الممارسات المتكاملة.

وأكد الهلال أنه منذ اليوم الأول ولد المولود الجبهوي عملاقاً، فكانت الوحدة الوطنية الناجزة سلاحنا الأمضى في مواجهة ما لا يستطيع أحد مواجهته إلا الشعب السوري العظيم وأول من اعترف بقوة هذا الشعب هم أعداؤه مجتمعون، لذا فقد اضطرار المعتدي لحشد كل أنواع الحروب بما فيها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية ومنها اضطرار المعتدي للجمع بين إرهاب العصابات المرتزقة وإرهاب الدولة المعتدية وهناك أيضاً ابتكار أنواع جديدة من الحروب الخاصة بالاعتداء على سورية مثل حرب التجويع وحرب بث الفتن بين السوريين وعندما فشل الإرهابيين في تحقيق خطط مشغلهم، اضطر لإدخال جيشه مباشرة واحتلال أجزاء من وطننا الحبيب ومؤكداً أن هذا الاحتلال إلى زوال وسنبني جميعاً هذا البلد العظيم وسنعيد أعماره ونحدثه في جميع جوانبه.

وأشار الهلال إلى  أن التاريخ وكل مراقب موضوعي سيعترف بأن الشعب السوري العظيم كان طليعياً في تحدي النظام العالمي أحادي القطب وانه أول من امتلك الجرأة منذ عام 2011 على دق أول إسفين في نعش هذا النظام الجائر وفي مواجهة كل قوى الهيمنة والصهيونية والرجعية التكفيرية والإرهاب مجتمعة واليوم نحن نشهد عملية الدفن النهائي للنظام أحادي القطب عبر الجهود الروسية في أوكرانيا وهي جهود مركزة على وقف تهديد حلف الناتو للأمن القومي الروسي وتلقى التأييد والدعم من كل القوى المحبة للعدل والسلام في العالم لأنها  تهدف إلى أضعاف هذا الحلف العدواني الذي كان طليق اليد في الاعتداء على ما يريد من الدول والشعوب

لافتاً  إلى أن العالم يتغير ايجابياً  ومحور الاستقلال يتسع باستمرار وتتصاعد قوته ولقد كان لسورية وجيشها وقائدها الفضل في الانطلاقة الأولى لهذا العمل المركز نحو نظام عالمي جديد أقل تعسفاً واستبداداً وأكثر توازناً واحتراماً لمبادئ القانون الدولي ومقاصده.

وأكد في ختام كلمته نتطلع جميعاً بان يكون هذا المؤتمر على قدر المهام المطروحة في مرحلة متقدمة من التصدي فقد قطعنا أشواطا صعبة بنجاح ولكن ماهو قادم يتطلب أيضاً استعدادا يليق بتضحيات هذا الشعب العظيم وهذا الجيش ويتناسب مع مضمون القيادة الفذة لقائد الشعب وكنا نتطلع إلى أن تكون التوجهات المستقبلية محددة لا عامة واضحة لا ملتبسة والاهم أن تكون نتائجها قابلة للقياس حتى يستطيع الشعب تقييمها بجلاء وسهولة.

نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية اللواء محمد الشعار ممثل السيد الرئيس في المؤتمر أشار في كلمته إلى أن انعقاد المؤتمر السنوي الحادي عشر للجبهة الوطنية التقدمية في عيدها الذهبي يأتي  في جو عاصف يؤججه الخلل في الاقتصاد العالمي ويظهر فيه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الحقد الدفين على روسيا الاتحادية السابقة وحلفاؤها التي تعمل على حماية شعبها وتحصين أمنها الوطني.

ولفت الشعار إلى أن العالم يشهد هذه المرحلة تطورات هامة ستؤدي إلى ولادة نظام عالمي جديد تسود فيه مبادئ القانون الدولي والعلاقات الأخلاقية السياسية بين دول العالم التي أساسها المصالح المشروعة المتبادلة والسلام العالمي بدلاً من الفوضى التي سببها نظام القطب الواحد والذي لا يهمه سوى مصالحه غير المشروعة ولو أدى ذلك للإضرار بمصالح الدول الأخرى حتى الشريكة والحليفة منها، ولكن ذلك كله زائل لان الشعوب لن تقبل أن يكون قدرها سيطرة القطب الأمريكي الأوحد مسيطر على العالم وينهب ثرواته ويتحكم باقتصاداته.

وأكد على أن للجبهة دور وطني ثابت فلم يشذ أي حزب من أحزابها في موقفة المتضامن مع حزب البعث وقياداته لمواجهة أطراف المؤامرة والإرهاب بكل أشكاله،لافتاً إلى  إنها أنموذج وطني في التاريخ السياسي السوري الحديث وستعمل على تطوير تجربتها بما يدعوها للإسهام الفعال في بنائها.

ودعا الشعار الأحزاب إلى القيام بمراجعات مسؤولة وفعالة لتقويم المرحلة السابقة على الصعد كافة التنظيمية والفكرية والإعلامية والاستفادة من التقصير للانطلاق بفاعلية أكبر والالتصاق بالمواطن أكثر لتخفيف أثار الحرب،وطالبها أيضاً  بوضع الخطط لنفسها بالإضافة إلى خطة عمل القيادة المركزية للجبهة.

وشدد الشعار على أن الجبهة الوطنية التقدمية بكل أحزابها تؤكد أنها تؤمن وتثق ثقة كبيرة بحكمة وشجاعة رئيسها قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد في المراحل والأزمات والاستحقاقات كافة مؤكداً على أن هذا المؤتمر يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح الذي من شأنه الارتقاء بأداء الجبهة كمؤسسة سياسية قيادية وكذلك بأداء أحزابها التي أخذت على نفسها عهداً بأن تستنفر المزيد من قواها وقدراتها على طريق تعزيز فعلها وحضورها في الشارع السياسي والاجتماعي وتحفيز الوعي الشعبي والجماهيري بغرض تحقيق المزيد من إنضاجه وتوفير الاستجابات المناسبة في مواجهة التحديات القائمة وفي مقدمها الاعتماد على الذات والاستمرار بالصمود والتمسك بمبادئنا والحفاظ على سيادتنا إلى أن يتحقق النصر النهائي بقيادة الرئيس المفدى السيد الرئيس بشار الأسد.

وناقش المؤتمر في جلسته الأولى التقرير السياسي والتنظيمي واستمع إلى مداخلات أعضاء المؤتمر ومقترحاتهم التي من شانها الارتقاء بالعمل الجبهوي وتطويره وتعزيز حضور أحزاب الجبهة في الحياة العامة والسياسية وفقاً لميثاق عمل الجبهة والمبادئ والأسس التي قامت عليها.

وسيناقش في الجلسة الثانية، الشأنين الاقتصادي والمعيشي بحضور الرفيق رئيس مجلس الوزراء، المهندس حسين عرنوس، وعدد من الوزراء المعنيين.