عطر المطـــاف
عطر المطـــاف
ونون الحزن.. لم أبرح أناي
ظل يبكيني وأبكيه
وأفرش انشغال قافيتي
على مساحة أنْ أكون
ليتكم ما زنّرتم خصر تاريخي
هجيع الوقت يحملني على كتف حكمته
أرمّم بعضي لتلتصق صورتي
تسكبون المزاج بين كفَّي آهاتي
تراودني قساوة الريح فيكم
يا أجمل صفير
دعْكم من هبوب الغائبين
ودعوني أسمّي أشلاءكم بأسمائي
هأنذا أكابر كغمد مكره (لا بطل)
سأعلنُ الخطايا أروقتي
وأدسّ السم في فناجين العرّافات
وأعقد حاجبي لتنضج ملامحي
آه.. لو علمتْ الخسارة بي
لابتكرتْ قصيدة أوجاع
ورشّت على ثياب الفراغ عطر المطاف..!
كيف يكون الصدى بلا مطر
وبرد واديكم على سطر راحل يتهدّل..؟
العابرة تمكث في تعبي
وتعبي للعابرات جرف يمارس طقوس الرذاذ
لتورق الجرار الفادحات
إيه.. سبحان من غيَّر الأحوال
إيه.. سبحان من ردَّ خسائر طبعي
وسحب بساط الفرح من أراجيح عيدي..!
(قارورة هذيان)
رائد على محمل الوقت
أتعبته أذرع الرمل
مضرجٌ بأحداق المدى
وصناديق أغلقها ضجيج النفي
في محنة التودد حيناً
وزفّة الأسرار حينا
هو الكحل يزنر عيون الذاكرة
يستجدي جفون غفوتي
يتعاقب الصهيل المبحوح
كبئر أدلتْ بدلوها
خمائر الظن تعرف أعتاب بداوتي
أداري سنوات التيه
وأهدهد حروف المسكونين في القلق
كل أسفاري هي آخر الملذات
ونرجس خفيف الوصف
طار بلا جناح..
رائد على محمل الوقت
مغرور كنكهة الحانات
“هذي ليلتي..”
حمراء التمني
لأجلكِ..
سأرتكب الكأس كي تشربيني..!
رجفة السور
تفتحُ النبرةُ بشطريها سؤال المكان
وتحفرُ فيَّ شقاوة النداء
تستعبد صحوة المدى
كأنّي أحلم
كأنك لا تبصرين..!
مضمّخة باللحظة كلماتي
فلا تنحري سرَّ الطقوس
يا غريبة الممرات
جهاتي أعلنتْ
ارتجافة الأسوار
وأراكِ على ميم الختام
تلاعبين رغبة الأباليس
وحدها أناي
تنمو صامتة
فلِمَ أثقلتِ وعدَ الاعتذار..؟
عناق
قالوا أتتْ
أنا ما رأيتها…!
جذور لقياها سقتها مواعيد الماء
أمدّ يدي منتشياً
مرتجفاً.. كـجموع الشفاه
أنا ما رأيتها
تباً.. لِمَ قيَّدتم العتبات
وحجبتم بكاء المكان..؟
دخانُ القطار يعلو
يتحدى لسعات الهواء
و أنا أوغلُ في نقش الوقت
وألمسُ صحوك بنظرة خريف ..
شغبٌ يتطاير بكل الجهات
ومازال متّقداً
فأطلقي نارك على حضن
مخاوفك وعانقيني..!
رائد خليل