ثقافة وفنسلايدمجتمع

عن الحياة.. العمل.. الأمل.. في بيت الإبداع التنموي لذوي الهمم

 

قدر الوطن مرتبط بأقدار أبنائه، الأوطان لا تشيخ إلا إن شاخوا، لا تهزم إلا إن هزموا، وهي أيضاً لا تنتصر إلا إذا انتصروا، ليس في الحرب فقط، بل في مختلف الميادين، وكما يعول على سواعدهم في الحرب، يعول عليها أيضاً في السلم، فهم عمادها، إنهم الغد، وعلى من يأمل الحياة الكريمة في غده، أن يسعى ما أمكنه لتحصين هذا الغد، بالمحبة والأخلاق أولاً، بالعلم والمعرفة، بالغرس الصالح والتنشئة المبنية على القيم والعلم.

مجموعة من القيم النبيلة، اتخذتها جمعية الوفاء التنموية، في عملها مع مختلف الشرائح الاجتماعية التي تشتغل معها، من أجل بناء الغد، والمضي نحوه بخطا واثقة، وفي بيت الإبداع، -البيت الدمشقي المشتعل حماسة في شارع “الإطفائية”- تُصاغ تلك الرؤى بروح جيل شاب، طموح، واثق.

شباب وصبايا يملؤون بنشاطهم جنبات المكان بالبهجة، فثمة مشاريع عمل قائمة هنا، نقاشات متبادلة لا تتوقف، اقتراح آراء ومعالجتها، عمل دؤوب على وضع خطط مشتركة بين الجميع، ففي المكان ترعى جمعية الوفاء بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان، مجموعة من الأنشطة التعليمية والثقافية والإنسانية، عنها تحدثنا مدير الجمعية السيدة رمال صالح:

الجمعية ومنذ تأسيسها، وهي تذهب نحو تقديم الدعم العملي بشقيه المعنوي والمادي، لجميع الشرائح العمرية في المجتمع السوري، إلا أن لفئة الشباب حصة مهمة في مشاريع الجمعية، ولهذا أسبابه، فهم من يعول عليهم في البناء، خصوصاً وأننا مررنا بفترة حرب طويلة، ونحن بحاجة لكل الخبرات التي علينا أن نؤمنها من كوادرنا الوطنية، لذا فلقد أطلقنا في بيت الإبداع التنموي لذوي الهمم، مجموعة من المبادرات العلمية والعملية، التي تستهدف في الحقيقة بشكل خاص شريحة الشباب، ونقدم لهذه الشريحة، مجموعة من الخبرات العلمية والعملية، التي ستكون عوناً لهم في حياتهم العملية، وهم مقبلون على المرحلة الأهم فيها، وفي “بيت الإبداع” نعمل على هذا، بشراكات نحققها مع المؤسسات الوطنية، في القطاع العام والخاص، لما ما لهذا من أثر إيجابي متوخى جراء هذه الشراكة وعلى مختلف المستويات.

 

وعن طبيعة الأنشطة المقامة في بيت الإبداع، يحدثنا المشرف عليها، عبدالله الإبراهيم:

بيت الابداع، مركز تابع لجمعية الوفاء التنموية السورية، وهو يتضمن ٣ أقسام، قسم منها، تم تأهيله بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، لتدريب الشباب على مهارات الدخول لسوق العمل، ومساحة خاصة بالدراسة والمطالعة للطلاب الجامعيين، وأيضا هنا كقسم تم تأهيله بالتعاون مع مؤسسة “الآغا خان”، لتدريب الأطفال من ذوي الإعاقة،(صعوبات نطق و تعلم، توحد)، بالإضافة الى تدريب الأهل على برامج خاصة لمتابعة أطفالهم ضمن المنزل، وذلك للوصول إلى نتائج أفضل، بالإضافة إلى قسم يحتضن مبادرة شبابية، لتدريب فئة الشباب على بعض المهن و الحرف، بهدف تأمين “فرص عمل” لهم، مثل: حلاقة، محاسبة، تجميل، مهارات إدارية وسكرتارية، مهارات حاسوب.

ويتابع الإبراهيم: تتم حالياً إقامة ورشات عمل بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان للتنمية، لتطوير النظام المؤسساتي في الجمعية، ودراسة إمكانية توقيع مذكرة تفاهم بين جمعية الوفاء ومؤسسة الآغا خان، وذلك لتنفيذ مشروع تمكين الشباب، الهادف إلى تنمية مهارات الشباب، وبناء قدراتهم، التي تؤهلهم للدخول إلى سوق العمل من جهة، وتجهزهم أيضاً للقيام بمبادرات مجتمعية، تنهض بمجتمعاتهم من جهة ثانية.

وعن المستفيدين من الأنشطة المقامة في بيت الإبداع، يقول عبد الله:

وصل عدد المستفيدين من فئة الشباب الى ١٢٠٠ مستفيد، وأما الأطفال من ذوي الإعاقة، فإلى ٢٥ طفلاً، إضافة لتقديم جلسات توعية لأكثر من ٣٠٠ سيدة، وأما الذين استفادوا من المبادرة الشبابية للتدريب المهني، فهم أكثر من 5000 مستفيد.

تقوم إدارة الجمعية بالإشراف على عمل المركز، ويقوم كل مشرف بمتابعة كل قسم في بيت الإبداع، بالإضافة للكوادر التخصصية في كل قسم من مدربين في قسم التربية الخاصة والإرشاد النفسي، وأيضا المهن والحرف اليدوية.

 

تغطية: تمّام بركات