طرطوسعلوم وتكنولوجيامراسلون ومحافظات

الحاصلون على جوائز الإبداع يطالبون باستثمار اختراعاتهم في سوق العمل 

كثيرة هي مجالات الإبداع والتميز التي برع فيها العديد من أساتذة الجامعات وغيرهم من المميزين، وعلى ضوء تميزهم وتفردهم بهذه الاختراعات حصلوا على جوائز من معرض الباسل بنسخاته الدورية، وذلك تقديراً لهذه الإنجازات وأهميتها في مجالات التنمية التي تحتاجها سورية، سواء بعد الحرب التي شنت عليها وما تتطلبه مرحلة إعادة الإعمار التي تعمل الحكومات المتعاقبة عليها، أو حتى خلال المرحلة التي سبقت هذه الأحداث الأليمة.

ومحافظة طرطوس كانت سباقة من خلال حصولها على عدد كبير من الاختراعات المهمة من قبل هؤلاء المبدعين، حيث عملت المحافظة منذ فترة على تكريم العديد منهم وفي مناسبات مختلفة.

“البعث ميديا” ورغبة منها بتسليط الضوء على هذه الاختراعات وأهميتها، وكذلك نقل أو إيصال صوت أصحابها إلى أصحاب القرار، بغية دعم مثل هذه الإنجازات من جهة، ومن جهة ثانية ضرورة العمل على تبنيها، وكذلك معالجة ما يعترضها من صعوبات، التقت الدكتور عدنان أحمد الأستاذ في كلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس، حيث تحدث عن اختراعه مع مجموعة من زملائه الثلاثة، وهم الدكتور علي علي وطالب الماجستير جعفر محمود، وأورد جملة من المطالب التي تشجع الإبداع والمبدعين، ولا سيما في هذه الفترة التي تقتضيها مرحلة إعادة الاعمار والحاجة لمصادر الطاقة، حيث أشار إلى  أن البحث المقدم بعنوان / تقييم أداء محرك ديزل باستخدام وقود حيوي من زيت الجوجوبا المعالج بالتقانة الحيوية، حاصل على المركز الأول والميدالية الذهبية ضمن فعاليات معرض الباسل للإبداع والاختراع في رحاب جامعة دمشق، كما نال المركز الأول ضمن فعاليات المؤتمر الدراسات العليا الثالث في رحاب جامعة تشرين، كما شارك خلال الندوة العلمية التي عقدت في رحاب جامعة البعث..

وأوضح الدكتور عدنان نوعية الاختراع الذي حصلوا بموجبه على براءة الاختراع، فقال: هو عبارة عن مشروع تطبيقي يهدف إلى معالجة الوقود الحيوي الذي هو عبارة عن زيت الجوجوبا المميز بخصائصه الفيزيائية والكيمائية بالخلاصة الحيوية، ودراسة تأثير استخدامه ممزوجاً مع وقود الديزل العادي على أداء محرك الديزل وانبعاثات غازات العادم، حيث تؤدي محركات الديزل دوراً هاماً في كثير من المشروعات الصناعية والزراعية.

وبخصوص أهمية الاختراع فقد بيّن الدكتور أحمد: انطلاقاً من الاحتياجات البيئية والاقتصادية والصناعية والزراعية، كان لا بد من البحث عن تقنيات جديدة تلبي احتياجات التطور الحضاري والاقتصادي، لتكون بديلاً عن الوقود الأحفوري، وتكون أيضاً قابلة للتطبيق على المستوى المحلي وخاصة في الظروف الراهنة التي يشهدها البلد والحاجة القصوى للحصول على وقود بديل، ولذلك قمنا باعتماد هذه الفكرة وتطبيقها عملياً..

مبيناً أن لهذا المشروع (الاختراع) أهمية كبيرة من حيث:1-   توفير الوقود المستخدم (ديزل) بنسبة 18%، 2- البيئة النظيفة حيث انخفضت نسبة انبعاث الغاز بشكل كبير، 3- زيادة العمر الاستثماري للمحرك وتقليل الرواسب الكربونية في حجرة الاحتراق.

وعن مطالبهم بغية دعم مثل هذه الاختراعات فقال د. عدنان أحمد: نتمنى أن يلقى البحث الصدى المطلوب وأن ينال الاهتمام من قبل وزارة النفط كونه بحثاً تطبيقياً ونوعياً، ويعالج أهم القضايا فيما يتعلق بناحية الوقود والحاجة القصوى للعديد من الاختراعات والإبداعات فيما يتعلق بهذا الجانب، لافتاً إلى رغبته هو وزملائه بأن يحظى هذا البحث كل الرعاية والاهتمام وأن يتم تسليط الضوء على جميع المشاريع المنجزة من قبل طلاب الدراسات العليا تحديداً، والذين يعتبرون بمثابة الوجه المشرق في بلدنا الحبيب، وذلك من خلال أعمالهم المميزة والتي يحصلون بموجبها على مثل هذه البراءات.

تكريم مهم.. فهل يكون يتيماً!؟

في خطوة مهمة ولافتة، قامت محافظة طرطوس منذ أشهر بتكريم أكثر من عشرين فائزاً بجائزة الإبداع في معرض الباسل للإبداع، وخلال حفل التكريم، قام محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى بتكريمهم مادياً، وخلال حفل التكريم وعد المحافظ بنقل تمنيات وهموم المكرمين ورغبتهم بتبني أعمالهم لدى الجهات الوصائية، لما لها من أهمية لجهة حاجة العديد من الشركات والمؤسسات، ولا سيما تلك التي تبحث عن توفيرها للوقود، وكذلك تخفيف الهدر والمحافظة على البيئة المستدامة، وكانت وعود المحافظ بنقل هذه المشاريع لتلك الجهات جادة وصادقة وتعكس تمنياتهم وحقهم بذلك، ويأمل هؤلاء بترجمة هذه الوعود، وذلك حرصاً على ما بذلوه من جهد وعرق ووقت، وصولاً لما حققوه من إنجازات كبيرة تعزز من إيمانهم ببلدهم وحبهم له، ولكن لكي لا تبقى مثل هذه “التكريمات” يتيمة وموسمية، فإن رغبتهم بألا تبقى كذلك، بل فاعلة ومنتجة لدى أصحاب القرار بهدف مواصلة التشجيع في مسيرة الابداع والإنتاج، هذا من جهة، ومن جهة ثانية وخلال حفل التكريم كان واضحاً بالنسبة لعدد من تحدث عن صعوبات ومشاكل تعترض رحلة الإبداع المضنية، سواء لقلة الاهتمام من قبل الجهات المعنية والمباشرة، أو لجهة شكواهم من قلة أو عدم توفر الدعم المادي، لاسيما وأن هناك مشاريع تحتاج لميزانية ترصد لها.

وهنا نسأل عن دور وزارة التعليم العالي التي استتبعت تسميتها بإضافة البحث العلمي، فهل توجد ميزانية محددة ترصد في هذا المجال، وهل تكفي لتغطية مشروع واحد في العام الواحد، وهل يوجد تعاون واستكمال للدور المطلوب من قبل بقية الجهات الأخرى من وزارات وشركات ومؤسسات، أم أن كل ما نسمعه من تصريحات طنانة كلام بكلام ولا يلزم قائله بشيء ..!!..

وفي جعبتنا الكثير من الأسئلة التي تبقى معلقة، وتحتاج لأجوبة واضحة ومسؤولة لدى أصحاب القرار؟!.

 

لؤي تفاحة