حمصمراسلون ومحافظات

مشاريع طلابيّة صغيرة غيّرت حياة أصحابها

 

أصبح من الضروري جداً الاعتماد على الذات، على الأقل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر التي تستطيع من خلال امتلاكها أراضي قابلة للزراعة الاستثمار عبر مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر، وكليات الزراعة في الجامعات السورية هي الأقرب لأن تقدم نماذج من المشاريع الرائدة التي يمكن تطبيقها على الأرض، وخاصة عندما يتم احتضان هذه الأفكار وتشجيعها، وتقديم الدعم المالي الذي يعطي نتائج عملية تنعكس على صاحب المشروع وأسرته وعلى المجتمع المحيط ككل.

ثلاثة شباب من طلبة السنة الرابعة بكلية الزراعة في جامعة البعث عرضوا مشاريعهم التي رأت النور وأصبحت حقيقة غيرت مجرى حياتهم من الناحية الاقتصادية وحققوا الاكتفاء الذاتي مع إمكانية إفادة الآخرين من فائض إنتاجهم وخبرتهم العملية..

الفطر المحاري
الطالبة رهف حسن علي سنة رابعة بكلية الزراعة بدأت بمشروع الزراعات المنزلية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي ثم انتقلت لمشروع إنتاج الفطر المحاري وبذاره والذي حقق لها دخلاً مقبولاً يساعدها على إتمام دراستها ويساعد أسرتها كداعم اقتصادي يخفف من الأعباء المعيشية التي تشكل تحدياً كبيراً للغالبية، وخاصة أصحاب الدخل المحدود.
ثم دخلت في مجال صناعة الصابون من النباتات الطبية والعطرية وتربية الدواجن والأرانب مستفيدة من دراستها الجامعية.

زراعة الزعفران
الطالب أمجد ريمون عاشور، طالب بكلية الزراعة سنة رابعة، بدأ مشروعه زراعة الزعفران في المخرم منذ حوالي سنة، حيث قام بشراء 1555 من أبصال الزعفران كبيرة ومتوسطة وصغيرة من جمعية الزعفران في بستان الصوج بالدريكيش، وقام بزراعة 500 بصلة في الأرض و500 بصلة في أكياس مجهزة بكامل السماد العربي والتربة الرملية، فكان إنتاج البصلة الواحدة في الأرض من 5-7 بصلات وكان إنتاج المزروعة في الكيس من 10-15 كتجربة شخصية..
يعتبر أمجد أن مشروعه قد نجح فقد أنتج 8000 بصلة منذ أول زراعة في 15 أيلول.

الزراعات الاستوائية
أما الطالب باسل كامل ديوب، طالب سنة رابعة بكلية الزراعة، فقد أقام مشروعاً للزراعات الاستوائية المتميزة والجديدة في مدينة طرطوس، انطلق بمشروعه الخاص منذ خمس سنوات واستنبط أصنافاً متميزة غير موجودة في سورية.

يصف أمجد تجربته بالمغامرة ولم يكن يعلم أنها ستنجح، لكن النتائج جاءت كبيرة فقد نجحت أغلب الأصناف، والتي لم تنجح عمل على التعديل فيها وتهجينها وكانت نسبة النجاح في الساحل السوري 100%، ولكي تعمم التجربة في سورية قام بأقلمة بعضها وتجربتها في معظم المحافظات وكانت نسبة النجاح حوالي 70% وفي البيوت المحمية وصلت إلى 95%.
هذه الأصناف كان لها مردود كبير من حيث الإنتاج فقام بإنشاء مشتل خاص بها، وعندما أصبح هناك فائض قام بتصديرها إلى دول الجوار بعد أن انتشرت في الساحل السوري أنواع الفاكهة الربانية (دراكون- المتة – القشطة-الموز- الشوكولا السوداء- السابوتا- البينو- المانجو المصرية– تفاح الساتون، التفاح الأسود والرمان الأسود -الإجاص الأسود(الإيطالي) والكيوي الحمراء، وغيرها من الأصناف، وكان آخرها إدخال 5 أصناف من العنب المميز دون بذور مثل الياقوت الأسود وأصابع الساحرة والنادو والكاجو.

هذا العمل تم في ظروف صعبة وكل من عمل به حقق الاكتفاء الذاتي مع زراعته للأصناف المحلية والفواكه، وقد أصبح لهذه المنتجات سوق واسعة في الساحل السوري ومحدود في باقي المحافظات (شخصية- مطاعم-مختبرات)، وقريباً ستعمم هذه الأصناف في كل سورية، مع تقديم التسهيلات لكي تعم التجربة كل منزل يهتم بالزراعة لما لها من مردود اقتصادي كبير.

وأشار إلى إنه من أصل 200 صنف تزرع في المناطق الساحلية هناك 100صنف أصبحت تنمو في بقية المحافظات، والأصناف التي تتأثر بالبرودة يمكن زراعتها ضمن أنفاق وبيوت بلاستيكية، وقد نجح المشروع وأصبح أساسياً في الشريط الساحلي، ولايصل الناس إلى حديقة النجاح دون المرور بمحطات التعب والفشل.

تبني الأفكار
انطلاقاً من أهمية المشاريع المتناهية الصغر وتنميتها ودعمها للتحول والتوسع تتبنى حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات فكرة المشاريع الريادية للشباب، والانطلاق من أفكار جديدة ومبتكرة ليتم دراستها وتوجيهها ضمن الحاضنة من قبل استشاريين وخبراء لتتحول الأفكار الريادية إلى مشاريع وشركات ناشئة.

وعرّفت المهندسة هالة جحجاح، مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في جامعة البعث، الحاضنة بأنها مشروع رائد من مشاريع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع الجامعة، وقد حققت أهدافاً وإنجازات منذ انطلاقها سنة 2010 ونظرتها المستقبلية تتمثل بشعار (فكرة- دراسة- تمويل).

التمويل
مدير مصرف الوطنية للتمويل الصغير في حمص، جورج عبدالله، قدم شرحاً مفصلاً حول آلية منح القروض ضمن المصرف، وكيفية استيفاء القرض لاحقاَ، بالإضافة للفوائد المترتبة على القرض والضمانات اللازمة للحصول عليه، مشيراً إلى أنواع القروض الممنوحة مثل القرض الفوري والزراعي والإنتاجي و القروض المخصصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتبدأ قيمة القرض من 250 ألفاً وتصل إلى 30 مليون ليرة سورية كحد أعلى، وذلك حسب نوع المشروع.

كما استعرض بعض الإحصائيات عن أعداد المستفيدين والمبالغ المستثمرة والتي وصلت لأكثر من مليار ليرة، ويطمح البنك لتقديم تمويلات داعمة بقيمة ثلاثة مليارات ليرة سورية بحلول نهاية العام.

 

حمص – عادل الأحمد