مجتمع

كيف يتعامل الأب مع ابنه المراهق؟..

 

لعل العلاقة التي تربط الأب مع أبنائه هي من أسمى وأهم العلاقات في حياة الأبناء لدورها الكبير في بناء شخصياتهم وتوازنهم النفسي، ورغم الحاجة الملحة لهذه العلاقة، إلا أنها قد تمر ببعض المطبات الخارجة عن الإرادة، الناتجة عن صعوبة التفاهم بسبب اختلاف المرحلة العمرية وعدم قدرة بعض الآباء على استيعاب سن المراهقة والاختلاف والتغييرات التي يمر بها الأبناء في هذه المرحلة.

وهنا على الأب أن يتفهم خصوصية المرحلة ويعي الدور الملقى على عاتقه في بناء شخصية ابنه وكيف يكون مؤثراً إيجابياً في هذه الشخصية، وفيما يأتي بعض الخطوات التي قد تساعد على ذلك..

كن بجانبه: وجود الأب إلى جانب ابنه المراهق له إيجابية كبيرة، ولاسيما في تخفيف بعض الأخطاء أو المشاكل السلوكية التي يعانيها الأبناء، ولا يعني هذا أن يكون الأب والابن بمكان واحد أو غرفة واحدة طوال الوقت فهذا مستحيل، إنما المطلوب أن يشعر المراهق أن والده يحيط به بتصرفاته واهتمامه ولا يغفل عنه ولا يتركه يواجه مشاكله وحده، المهم أن يشعر الابن أن والده موجود إن احتاجه.

كن مرناً: معنى ذلك أن تخرج بين الحين والآخر عن القواعد التي وضعتها لنفسك ولابنك، حتى تشعره بمساحة من الحرية وبقدر أخف من السلطة والرقابة الأبوية.

استخدم التفاوض: مهارات التفاوض جيدة، واستخدامها مع ابنك سيساعد على خلق جو من الصداقة بينكما والصراحة والإيجابية في التواصل.

تواصل معه لوقت كافٍ: يجب أن تمنح ابنك المراهق مزيداً من وقتك وتشعره أنك سعيد بقضاء الوقت معه حتى لا يكبر في غفلة منك ويكوّن أفكاره ومبادئه الخاصة وأنت غائب، لذا اغتنم أي فرصة ممكنة لمرافقته في أنشطته اليومية كأن توصله لدرس الرياضة أو الموسيقا أو الذهاب معاً في نزهة.

أظهر له الحب: المراهقون ليسوا كباراً على التصرفات التي تظهر الاهتمام والحب وإن ادّعوا أمامك عكس ذلك وقالوا إنهم ليسوا صغاراً..

شاركه هواياته: وإن كانت الفكرة السائدة عن المراهقين أنهم يميلون للاستسهال ولعب ألعاب الفيديو ويهتمون بوسائل التواصل الاجتماعي، إلا انه من الجيد تجربة هوايات أخرى يمكنك تشجيع ابنك المراهق على ممارستها وتخبره بأنك ستستمتع إن لعبتما معاً أو إن تشاركتما ممارسة هواية معينة.

استشر ابنك: المراهق هو طفل كبير، وقد بدأ يحس بفرديته واستقلاليته، لذا لن يكون من الصائب أن تكون أنت القائد دائماً والبوصلة بيدك وأنت الناصح وهو المستمع، إنما من المفترض أن تتيح له الفرصة ليكون صاحب رأي يعبر عنه في قضايا مهمة.وسيكون جيداً جداً إن طلبت رأيه ومشورته في شأن يخصك وتشعره كم يهمك رأيه. وهذه طريقة هامة جداً وضرورية لبناء ثقة المراهق بنفسه، وتعزيز الثقة فيما بينكما.

عزز الإحساس بالمسؤولية لديه: ليس خاطئاً أن تقوي لدى ابنك نزعة الاستقلال الإيجابي وتحمله مسؤولية يقوم بها أمام ناظريك، وتثني بدورك على قدرته في هذا المجال، كأن يكون ابنك بارعاً في نشاط معين رياضي أو موسيقي أو غيره فتوكل إليه مهمة تدريب من هم أصغر سناً منه، عندها يشعر الشاب المراهق أنه يقوم بشيء ذي فائدة ويتعزز  لديه الشعور بالمسؤولية والاستقلال.

المصدر: مواقع متخصصة