ثقافة وفنسلايد

السينما السورية تحلق في فضاءات المهرجانات العربية وتحصد أهم جوائزها

البعث ميديا || أماني فروج:

تحقق سورية حضوراً لافتاً في المهرجانات العربية التي أقيمت مؤخراً في العديد من الدول العربية كمهرجان قرطاج السينمائي، مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ومهرجان القدس السينمائي الدولي وتحصد أفلام الفن السابع وممثليها أهم الجوائز.

واقتنصت سورية ثلاثة جوائز في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في العاصمة التونسية بدورته الثالثة والثلاثين والذي شاركت فيه السينما السورية بفيلم روائي طويل إنتاج المؤسسة العامة للسينما وهو فيلم الطريق من إخراج عبد اللطيف عبد الحميد كما شاركت في مسابقة الفيلم الوثائقي القصير بفيلم “الناس يلي فوق” إخراج فراس محمد من إنتاج خاص ونال فيلم الطريق جائزتي “الجمهور” و”أحسن ممثل للفنان موفق الأحمد” بينما فاز “فيلم الناس اللي فوق” على جائزة التانيت الذهبي.

وكان فيلم “الطريق” عمل روائي طويل بلغة سينمائية جمالية حبلى بالمعاني والأفكار العميقة وخالية من التعقيد، من بطولة موفق الأحمد وغيث ضاهر ومأمون الخطيب ومحمد شمّا وأحمد كنعان وندا عباس وتماضر غانم وعدد من الوجوه السينمائية الشابة تدور أحداث الشريط السينمائي حول الطفل صالح ومعاناته جراء اتهامه بالغباء من قبل مجموعة من الأفراد المحيطين به، ولكن جده أوكل لنفسه مهمة تحويل الغباء الإدراكي الخاص للطفل إلى ذكاء معرفي وجمالي، فجعله يسلك طريقه ويمرّ بالمطبات التي تعترضه، ليجد على هذا الطريق قصة حب بنهاية سعيدة.

في حين يدخل الفيلم الوثائقي القصير “الناس اللي فوق” على امتداد اثنين وعشرين دقيقة إيقاعات حياتية مختلفة، يعيشها مهمشون في مجتمع المدينة الليلي، يبدو فيه الليل سيّد الموقف بصيغة سردية هادئة يكشف الفيلم أوراقه واحدة تلو أخرى، وشكلن مدينة دمشق مسرح الأحداث فيه، حيث تتشابك في ثيمة الفيلم مصائر عدد من الأشخاص الذين يقدمون طيفا من نسيج اجتماعي يعيش تفاصيل خاصة به، يمتلك رغم الهامشية التي يعاني منها حيّزا هاما من الوجود.

كذلك كرمت كل من الفنانة القديرة منى واصف والفنان عبد المنعم عمايري تقديراً لمسيرتهما الفنية المميزة
وخصصت المسابقة الرسمية في المهرجان لأحدث الإنتاجات السينمائية العربية والأفريقية وشهدت حضور 44 فيلماً في مختلف أقسام المسابقة الرسمية وهي “الأفلام الروائية الطويلة” 12 فيلماً و”الأفلام الوثائقية الطويلة” 12 فيلماً و”الأفلام الروائية القصيرة” 12 فيلماً و”الأفلام الوثائقية القصيرة” اقتصرت على ثمانية أفلام فقط.

وشاركت سورية بخمسة أفلام من انتاجات المؤسسة العامة للسينما في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الثامنة والثلاثين للعام 2022 التي جمعت 29 دولة منها 23 دولة من البحر المتوسط واستقبلت عرض 90 فيلما التي انطلقت في الخامس من تشرين الأول وذلك بحضور الفريق الرسمي المؤلف من المدير العام للمؤسسة العامة للسينما مراد شاهين ومدير شؤون الانتاج مهند ابراهيم ومديرة المهرجانات رشا بركات.

ونافس الفيلم الروائي الطويل ” حكاية في دمشق ” إخراج أحمد إبراهيم أحمد في المسابقتين الرسمية والعربية للفيلم الروائي الطويل والتي يتنافس فيها 14 فيلماً من 14 دولة، منها خمس دول عربية وتجري أحداث فيلم في زمننا الحاضر لكنه يعود إلى الماضي عبر قصة قديمة، ويحاكي مشاعر وأحاسيس الناس بعيداً عن النخبوية.

كما شارك في مسابقة الفيلم العربي الفيلمان الروائيان الطويلان ” أيام الرصاص ” إخراج أيمن زيدان، وفيلم ” الحكيم ” إخراج باسل الخطيب ويحكي قصة الطبيب المسن “جابر” الذي يعيش في قرية سورية ، يتناول مع أهلها المحبة ويعيش بساطة الريف وعفويته، ولكنه زمن الحرب و ما تتركه من آثار اجتماعية ونفسية.

وفي مسابقة الفيلم الروائي القصير يشارك فيلما ” صدى بارد ” سيناريو وإخراج أريج دوارة يقدم تصورا عن عوالم الطفولة بما عانوه في زمن الحرب وفيلم ” مدينة الملاهي ” سيناريو وإخراج نور خير الأنام الذي تتقاطع فيه أقدار ثلاثة شخصيّات، لتكون محاولة خلاص كلّ منهم سبباً في معاناة الآخر.

بينما شارك الفنان السوري أحمد الأحمد بعضوية لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل إلى جانب المخرج ميروسلاف مانديتك (البوسنة والهرسك)، والمخرج الفرنسي بريس كوفين والمخرجة جوليانا جامبا ويرأس لجنة تحكيم المسابقة المخرج خيري بشارة.

وكانت سورية قد شاركت في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي في دورته الثالثة والتي بدأت فعالياته في الـ 14 من تشرين الأول واستمر حتى الـ 18 منه من خلال فيلمين سينمائيين من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وهما فيلم (الطريق) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد وفيلم (حكاية في دمشق) إخراج أحمد ابراهيم أحمد بعدما أيام من نيله جائزة أفضل ممثلة وفي بانوراما الفيلم القصير خارج المسابقة يشارك فيلما اللقطة الأخيرة للمخرج القاسم أحمد وصدى بارد للمخرجة أريج دوارة، وهما أيضاً من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
وفي نهاية المهرجان نوهت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير بالفيلم التجريبي “هناك قصص كثيرة عن النحل” للمخرج سوار زركلي من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإلى جانب فيلم “سارة” من إنتاج خاص.
في حين تواجد الفن السابع السوري في العراق بعروض سينمائية فعاليات أسبوع الفيلم السوري تحت شعار “من بغداد… هنا دمشق” لأول مرة منذ عشرات السنين الذي اعتبر استئنافاً نشاط وفعاليات الأفلام السينمائية السورية والعربية في العراق وذلك بمشاركة 13 فيلماً سينمائياً أبرزها فيلم “دمشق حلب” للمخرج باسل الخطيب و”غيوم داكنة” لأيمن زيدان و”الإفطار الاخير” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد و”مقهى المفاتيح” للمخرج علي العقباني وفيلم “الظهر إلى الجدار” للمخرج أوس محمد.
وشارك في فعاليات أسبوع الفيلم السينمائي السوري نخبة من كبار الفنانين السوريين يتقدمهم دريد لحام وأيمن زيدان وسلمى المصري وسوزان نجم الدين وباسل الخطيب حيث تم تكريمهم من قبل وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم .
كما ستشارك سورية في الدورة السابعة لمهرجان القدس السينمائي الدولي في غزة، والتي تنطلق اعتباراً من 29 تشرين الثاني وتستمر لغاية 6 كانون الأول 2022 بفيلمين من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ” بوح ” للمخرج أيهم عرسان من بطولة “رنا شميس، ميلاد يوسف، روبين عيسى ويزن السيد ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و ” مقهى المفاتيح ” للمخرج علي العقباني وذلك عن فئة الأفلام الروائية القصيرة ويقوم ببطولته كل من نبراس الملحم ورشا ابراهيم.

ويشارك فيه 148 فيلماً من 23 دولة هي: إيطاليا، فرنسا، العراق، مصر، المغرب، غينيا، الجزائر، لبنان، تونس، الكويت، السويد، سلطنة عمان، قطر، الأردن، كندا، السودان، اليمن، الهند، السعودية، إيران، تركيا، إضافة إلى فلسطين.