منوع

نبذة عن النشاط الزلزالي في سورية

تشير السجلات الزلزالية التاريخية في المنطقة إلى وقوع 2600 زلزال منذ العام 672 م. تراوحت قوتها ما بين 3.1 -6.7 درجة .. أما في سورية فإن معظم المدن السورية الكبرى تعرضت إلى هزات أرضية مختلفة لكن أكبر زلزال حصل في سورية كان زلزال حلب الكبير في عام 1138 م . و الذي تم تصنيفه رابع أقوى زلزال في التاريخ حيث كانت قوة الزلزال 8.5 درجة وصل عدد الضحايا إلى 230000 نسمة.

أما آخر زلزال مدمر تم في سورية فحصل أيضاً في حلب بتاريخ 13 آب عام 1822 و دام 10-12 ثانية و كان عدد الضحايا 20000 نسمة و تدمر في هذا الزلزال أيضاً مدينتي منبج و عفرين.

إن المصدر الرئيسي الذي يهدد سورية هو حركة الفالق الرئيسي ما بين الصفيحتين الآسيوية و الافريقية حيث يتفاوت النشاط الزلزالي على طوله من فترة إلى أخرى.

و نظراً لوجود هذا الفالق الانهدامي العربي الإفريقي و الذي يمتد من لواء اسكندرونة شمالا إلى خليج العقبة و البحر الأحمر ثم الأطراف الجنوبية من القارة الافريقية بطول يتراوح ما بين 3000 – 4000 كم فهو منطقة خطر زلزالي من الدرجة الثانية و أخطر موقع على هذا الفالق هو الجزء الشمالي من الصفيحة العربية أي الاراضي السورية و تحديدا الاطراف الشمالية الغربية منها و ذلك من لواء اسكندرون إلى الغاب ثم الى البقاع فالأردن و فلسطين إلى العقبة و البحر الاحمر .

طبعا كل المدن السورية الكبرى ليست بمنأى عن الزلازل دمشق و حمص و حماه و اللاذقية و جسر الشغور و حلب . المناطق الشرقية لا تعتبر مناطق نشطة زلزالياً .. و رغم قلة النشاط الزلزالي فيها فإن السدود على نهر الفرات مصممة لتتحمل هزات بقوة 8 درجات على مقياس ميركالي.

إذاً سورية تقع فوق الصدع الزلزالي … و بما أن الزلازل هي نشاط طبيعي للكرة الأرضية و الأرض هي عبارة عن مجموعة صفائح تكتونية تتحرك بشكل مستمر و نتيجة هذه الحركة يحصل تراكم في الإجهاد و هذا الإجهاد يتحرر عن طريق الهزات الأرضية، أما متى تحصل هذه الهزة و أين و كم شدتها فلا يمكن التنبؤ به حتى الآن رغم التقدم التكنولوجي الهائل. تمر بلدنا سورية بحركة زلزالية نشطة منذ شهور و اليوم حصل زلزال عنيف في الساعة 4.17 صباحا شمل معظم المدن السورية بلغت شدته 7.7 درجة على مقياس ريختر ترافق مع هزات ارتدادية قوية أدت إلى دمار عدد من الأبنية و سقوط ضحايا بشرية في عدة مدن سورية.

بقي أن نقول لكم في الختام أن معدل تكرار الزلازل في سورية هو 240 – 300 سنة .. هذا يعني أن احتمال وقوع زلازل وارد جدا بل نحن أصبحنا في الفترة التي تزداد فيها هذه التكرارية و للأسف معظم مدننا ليست قادرة على امتصاص هزات ذات قوة كبيرة نسبيا و خاصة مدينة حلب التي أكثر من 60% تقريبا من أبنيتها لا يوجد فيها أعمدة و منفذة على طريقة (الجدران الحمالة) التي لا تستطيع مقاومة قوى القص الناتجة عن الهزة نظرا للتنفيذ التجاري و الخاطىء .

حما الله سورية من كل مكروه و رحم الله الشهداء الذين سقطوا جراء هذا الزلزال و أتمنى للجرحى الشفاء العاجل.

كما أرجو من الأخوة المواطنين تفقد منازلهم و ابنيتهم ان كانت تحتوي على تشققات و التأكد من الأرضيات و الأساسات ان كان فيها أي هبوط أو تغيرات و شروخ و التعامل مع هذه الأمور بجدية من أجل الحفاظ على حياتهم … لابد من إعلان حالة استنفار و طوارئ للكشف عن الأبنية و الاضرار التي تجعل الابنية غير مستقرة و خاصة في مدينة حلب.

متابعة: تمام بركات