التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية والمشاركة في مستقبل الابتكار
صادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لمعرض الصين والدول العربية، وباعتباره أحد الأنشطة الأكثر تأثيرا في إطار المعرض، ستعقد الدورة الخامسة لمؤتمر التعاون الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والابتكار في مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي خلال يومي 21 و22 سبتمبر الجاري تحت عنوان ” التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية والمشاركة في مستقبل الابتكار”، وسيركز المؤتمر على احتياجات الصين والدول العربية في المجالات الرئيسية ويعزز التعاون ونقل الإنجازات العلمية والتكنولوجية بين الجانبين وسيتم توقيع الاتفاقيات حوله في المؤتمر.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الدورة من المؤتمر تجمع الإنجازات التكنولوجية المناسبة لنقلها إلى الدول العربية من جميع أنحاء البلاد وينظم حدثا واسع النطاق لإطلاق التكنولوجيا المتقدمة وتلقيها لأول مرة. وقد تم جمع 300 من الإنجازات التكنولوجية المتقدمة والقابلة للتطبيق في إعداد التربة الخضراء التي تحتوي على نسبة عالية من المياه ومراقبة الاستشعار عن بعد للبيئة الإيكولوجية البحرية وإمدادات المياه الكهروضوئية ومعالجة المياه وما إلى ذلك، والتي سيتم إصدارها في المؤتمر لتعزيز تعاون علمي وتكنولوجي متعمق في مجالات حماية البيئة الإيكولوجية واستخدام الموارد والطاقة وغيرها من المجالات بين الجانبين.
أطلقت أربع دورات لمؤتمر التعاون الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والابتكار والتي عقدت منذ عام 2015، مجموعة من التقنيات والمعدات العملية المتقدمة ودفعت تطبيقها في خارج الصين، مما يوفر الحكمة الصينية ويعرض التكنولوجيا الصينية للعالم. على سبيل المثال، تم تطبيق نظام الري الذكي الموفر للمياه الذي تم تطويره بشكل مستقل من قبل فريق البحث العلمي بجامعة نينغشيا، في مشروع تخضير ملاعب كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022.
ومن أجل تعزيز التبادل والتعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية، تم إنشاء المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا في نينغشيا في عام 2015، وتم الكشف عنه رسميا في حفل افتتاح للدورة الثانية لمعرض الصين والدول العربية. ومن خلال المنصة التي أنشأها المعرض، تم تطبيق التقنيات الجديدة التي طورتها جامعة نينغشيا في العديد من الدول العربية. حتى الآن، وبدعم من مشاريع التعاون العلمي والتكنولوجي، أنشأت جامعة نينغشيا 7 قواعد تجريبية في عمان ومصر وقطر والإمارات وغيرها من الدول العربية، وقامت بتدريب أكثر من 2300 موظف فني محلي.
على مر السنين، قام المركز بتنظيم وتنفيذ عدد من أنشطة نقل التكنولوجيا بين الصين والدول العربية بشكل منتظم مع 8 مراكز ثنائية أجنبية لنقل التكنولوجيا في جامعة الدول العربية والسعودية والإمارات (دبي) والأردن وعمان ومصر والمغرب والسودان. وحتى الآن، دعم المركز ما مجموعه 33 مشروعا، وعزز بشكل فعال 16 تقنية متقدمة وقابلة للتطبيق في 7 مجالات، بما في ذلك مراقبة بيانات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية والدفع الإلكتروني عبر الحدود وإعادة تدوير الموارد المعدنية، لتطبيقها في خارج الصين.
وبمساعدة المركز، تم إطلاق منصة التعاون العلمي والتكنولوجي الصيني العربي بنجاح. ومن خلال التركيز على تطبيق إنترنت الأشياء الزراعية والزراعة الآلية العالية الإنتاجية للبطاطس وغيرها من المجالات، قامت المنصة ببناء عدد من المختبرات المشتركة ومجمعات نموذجية للعلوم والتكنولوجيا في الأردن وعمان ودبي ومصر ودول أخرى. على سبيل المثال، أقام معهد أبحاث جوز الهند التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاستوائية علاقة تعاون مع المركز الصيني العربي(دبي) لنقل التكنولوجيا وقاما ببناء المركز الصيني العربي لأبحاث التمر بشكل مشترك؛ وتعاونت شركة تيانتشي لصناعة البطاطس بمدينة قويوان في منطقة نينغشيا مع شركة خالد الزراعية الأردنية لبناء قاعدة تجريبية للبطاطس بمساحة 40 هكتار، وقد نجحت في حل المشاكل الفنية في مكافحة الآفات والأمراض للبطاطس والري الموفر للمياه والتسميد الفعال والعمليات الآلية وما إلى ذلك.
ويعد بناء منصة دولية للتبادل والتعاون العلمي والتكنولوجي وتعزيز نقل الإنجازات العلمية والتكنولوجية عناصر مهمة في خطة عمل الابتكار العلمي والتكنولوجي الجارية في الصين تحت إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وبالتطلع إلى المستقبل، فإن تعميق التعاون العلمي والتكنولوجي يصب في المصالح المشتركة للصين والدول العربية، كما أنه جزء مهم من التعاون بين الجانبين. ومن خلال التعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، ستساعد الصين والدول العربية بشكل فعال في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
نجلاء ليانغ إعلامية صينية