منتدى الحزام والطريق القادم.. تركيز على دور الاعلام والاستمرار بخطى هادئة
بكين – بلال ديب
قد تبدو المقولة الصينية الشهيرة “إذا أردت أن تكون غنياً عليك أن تبني الطرق” متجسدة في فلسفة مبادرة الحزام والطريق، فمشروع البنى التحتية الضخم هذا يحقق الغنى المادي والثقافي والفكري لكل دول العالم سواء كانت واقعة على خط سير هذا المشروع، أم مستفيدة من حجم التجارة والاستثمارات الأجنبية المرتبطة به.
وقد يشكل هذا المشروع فرصة هامة جداً لدوله من نواحي عدة بعضها يتعلق بمشاريع البنية التحتية اللازمة لنجاحه وانطلاق فوائده، أو من خلال الاصلاحات التشريعية والبنية القانونية اللازمة لضمان حسن سير العمل من خلاله، أو الشروط الواجب توفرها لدى الدول ليكون العمل منسجماً مع المعايير العالمية.
وكون ممرات النقل في مبادرة الحزام والطريق تنطوي على إمكانية كبيرة لتحقيق تحسينات واسعة في التجارة والاستثمار الأجنبي، وظروف المعيشة للمواطنين في البلدان المشاركة فيها، إلا أن هذا سيستلزم أن تتبنَّى الصين والاقتصاديات التي تقع على امتداد هذه الممرات إصلاحات عميقة للسياسات المختلفة،للحد من المخاطر البيئية والاجتماعية والإدارية التي من الممكن أن تنجم عن ذلك، ولهذا فالصين تعمل بشكل متواصل على اجراء الاتفاقيات وعقد المؤتمرات والمنتديات التي تناقش كل المستجدات حيث بلغ عدد الاتفاقيات الموقعة في اطار المبادرة ما يا قارب /1000/ اتفاقية مع مختلف دول العالم بحلول الذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة، التي ستعقد منتداها في الأيام القادمة.
ويشغل الجانب الإعلامي في المبادرة حيزاً هاما جداً، فقد عقدت رابطة الصحفيين لعموم الصين متدى صحفيي الحزام والطريق بحضور ما يقارب 70 اعلاميا من أكثر من 40 دولة حول العالم، بهدف وضع معالم الخطط اللازمة للترويج الصحيح للمبادرة ومواكبتها في مختلف المجالات المتعلقة ببناء المبادرة ونجاح الاتفاقيات المتعلقة فيها، وايصال المعلومات الضرورية حول المبادرة وفوائدها وإنجازاتها والفرص المحققة من خلالها للدول والسكان المحليين.
المشروع الذي أطلق عليه في عام 2019 خلال المنتدى السابق بحضور الرئيس الصيني شي جي بينغ “مشروع القرن” يواصل خطواته الهادئة في سبيل تحقيق الرخاء للدول وتحقيق المنفعة المشتركة والتنمية العالمية، ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية، في اطار الرؤيا المتكاملة التي تتبناها الصين بالتعاون والشراكة مع دول العالم.