سياسةعربي

هل يُقدم الاحتلال على حرب برّية؟

تقرير إخباري…نقلا عن صحيفة البعث

 

يبدو أن مخططاً أمريكياً إسرائيلياً بدأت تتكشّف خيوطه عن نيّة الحليفتين قطع كل سبل العيش عن الفلسطينيين في قطاع غزة بغية تهجيرهم إلى سيناء فهل تتحقق نبوءاته الموعودة؟.

تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بات قاب قوسين أو أدنى وفق تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الهجوم من الأرض سيأتي لاحقاً في أعقاب الغارات الجوية على القطاع.

وحسب وكالات فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية هي محاولة فتح ثغرات براً وبحراً في قطاع غزة لدخول كثيف للدبابات والجنود من محاور ضاغطة على شكل كمّاشة، وفي الوقت ذاته يخشى الصهيوني من التقدم خوفاً من مصيدة كبيرة في أحد المحاور، ما سيؤدّي إلى خسائر كبيرة.

قادة الاحتلال يرون أن تورّط “إسرائيل” في عملية برية سيقودها حتماً إلى المستنقع الذي لن تجد مخرجاً منه رغم استدعائها أعداداً قياسية من جنودها الاحتياط الذين بلغ عددهم 300 ألف جندي في تحضير يبدو جدّيّاً لاجتياح بري لقطاع غزة، ويوجد حالياً 173 ألف جندي في الخدمة بما في ذلك 8 آلاف قائد، إضافة إلى تنظيم رحلات خاصة لاستدعاء جنود الاحتياط من الخارج وفق تصريحات المتحدث باسم قوات الاحتلال أفيخاي أدرعي.

رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت في تصريح لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أكد أن ما ينتظر الجنود الإسرائيليين هو كل ما يمكن تخيّله، بل ما هو أسوأ، ولن يكون الأمر بسيطاً ولن يكون ممتعاً، في الوقت الذي راكمت فيه المقاومة ترسانة صاروخية هائلة منذ عام 2014 وقامت ببناء مئات الكيلومترات من الأنفاق لنقل المقاتلين والأسلحة دون أن يتم اكتشافها.

محللون إستراتيجيون يرون أن “إسرائيل” تسعى منذ زمن إلى عملية تبادل الأراضي في إطار صفقة كبرى، وهذا ما تريده اليوم فهل ستقبل مصر بهذا الطرح باعتبارها أول دولة عربية وقّعت اتفاق سلام مع “إسرائيل”؟ وبالتالي هل من الممكن أن تتكرّر أخطاء عام  1948 “أي تهجير الفلسطينيين من بلادهم”؟.

يعدّ منفذ رفح المتنفّس الوحيد  للغزاويين بعد فرض الكيان الصهيوني  حصاراً كاملاً على القطاع وقطع جميع الإمدادات عنه من مياه وغذاء وكهرباء ووقود إثر إطلاق عملية “طوفان الأقصى”، حيث أكدت مصر استمرار فتح المعبر من جانبها بغية مرور المواد الإغاثية إلى قطاع غزة في ظل ما يشهده الأخير من اعتداءات همجية، وكانت مصر تركته مفتوحاً منذ عام 2018 بعد سنوات من إغلاقه بشكل دائم.

خلاصة القول أن المقاومة الفلسطينية المتشبّثة بأرضها والمؤمنة بمقدساتها لن تضعف أمام جبروت الاحتلال الذي يتغنى بشعاره “الجيش الذي لا يقهر”، حيث كشف “طوفان الأقصى” هشاشة جنوده وجبنهم عبر هرولة الكثير منهم للتقاعس ورفضهم مواجهة نيران المقاومة الفلسطينية الذي كشفته مقاطع فيديو مسرّبة لمنصات إعلام العدو الهمجي.

 

ليندا تلي