الشريط الاخباريسلايدمحليات

الحصاد مدى الحياة.. “الذهب الأحمر” يثمر في سورية

 

يعتبر الزعفران، أو “الذهب الأحمر” كما يطلق عليه، من أقدم أنواع التوابل التي استخدمت حول العالم، وتعتبر زراعته من الزراعات التي نجحت بمناطق عديدة في سورية ووصلت إلى نتائج مميزة ضاهت أفضل أنواع الزعفران المنتج عالمياً.

زراعة ناجحة

ويعد الزعفران الإسباني من الأنواع التي حققت نجاحاً في سورية، حيث تعتبر الظروف البيئية في البلاد مناسبة لزراعته، بحسب الدكتور عبد المسيح دعيج، مستشار اتحاد الغرف الزراعية السورية، والذي لفت إلى أن سعر غرام مياسم الزعفران في السوق المحلية يتراوح بين 25 و 30 ألف ليرة سورية.

وبين دعيج في حديثة لـ”البعث ميديا” أن غرفة زراعة حمص تقوم بدور الوسيط بين المزارعين لتسويق كورمات الزعفران، من خلال شرائها من مزارع وبيعها لآخر يرغب بالزراعة، منوهاً إلى أن زراعة الزعفران لا تتم في المواقع الصالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية وإنما ضمن الحيازات الصغيرة.

الظروف المناسبة

وأشار دعيج إلى أن الزعفران يعتبر نبتة ريفية تتحمل ظروفاً مناخية قاسية جداً يمكنها مقاومة درجات الحرارة حتى -10 ْم ودرجات حرارة مرتفعة حتى 40 ْ، وأغلب أنواع الترب السورية ملائمة لزراعة الزعفران، شريطة أن تكون عميقة سهلة الصرف، وليست ترب مرتفعة المحتوى من الطين، التي لا تناسب الزعفران، رغم أنه يمكن أن يتحمل الترب ذات المحتوى العالي نسبياً من الكلس ولا يتأثر بحموضتها، وحاجة النبات من الماء متوسطة نسبياً من 600 إلى 700 مم ويجب أن تتوزع على مختلف مراحل النمو.

هذا وتبدأ زراعة الزعفران من منتصف شهر أيلول وتستمر حتى نهاية تشرين اول، ويبدأ قطاف المياسم في منتصف شهر تشرين الثاني.

تكاليف

وحول تكاليف الإنتاج، أوضح المستشار أن الدونم الواحد يحتاج إلى 6000 كورمة “بصلة”، ويصل سعر الكورمة 2500 ل.س × 6000 = 15مليون ليرة سورية تكلفة زراعة الدونم الواحد، بينما تكاليف العمليات الزراعية ومستلزمات العمل من شبكة ري بالتنقيط وأجور الحراثة والعمال والسماد حوالي 3 ملايين ليرة سورية يتم تقديرها بشكل دقيق بعد إجراء تحليل كيميائي وفيزيائي للتربة لتحديد المعادلة السمادية وبعض العمليات الزراعية، ويصل إجمالي التكلفة 18 مليون ليرة سورية.

إيرادات

أما عن الإيرادات، ذكر دعيج أنها نوعان، الأول من المياسم حيث يعطي الدونم كحد أدنى كيلوغرام ونصف مياسم خلال 3 سنوات، ويزيد بشكل مستمر في السنوات اللاحقة ليصل إنتاج الدونم الواحد من المياسم إلى 30 مليون ليرة سورية.

والإيراد الثاني من الكورمات، إذ يحصل المزارع في نهاية السنة الأولى على 18 ألف كورمة، يمكن بيع ثلث كميتها واسترداد رأس المال، وفي نهاية السنة الثانية تصل إلى 54 ألف كورمة، ليكون الإجمالي في نهاية السنة الثالثة 162 ألف، مؤكداً أنه يمكن التوسع بالزراعة وبيع قسم من الكورمات، والتكلفة تدفع فقط في سنة التأسيس والإنتاج والحصاد مدى الحياة.

مشروع أسري

الخبير الزراعي أكرم عفيف بين، في حديثة “للبعث ميديا”، أن الزعفران نبته قديمة من ناحية وجودها في سورية كنوع من النباتات البرية، لذا فهي نبتة متناسبة مع البيئة السورية، لكن في بعض الأماكن تنجح الأبصال على حساب المياسم وفي مناطق اخرى تنجح المياسم والأبصال، إلا أن زراعته لا زالت خجولة حتى الآن.

تكاليف زراعة الزعفران مرتفعة، لذا لا يمكن زراعة مساحات كبيرة منه، بحسب عفيف، إلا أن ما يميزها هو أن كل بصلة تتكاثر إلى 6 بصلات سنوياً، وهذا ما يشجع على زراعة مساحات صغيرةـ وتحويلها إلى مشروع أسري يتطور من كميات قليلة إلى كميات أكبر.

غير أن المشكلة، وفقاً للخبير الزراعي، تكمن في أن الأسواق الخارجية مغلقة أمام البضائع والنباتات العطرية والطبية، ومن بينها الزعفران، لافتاً إلى أن هناك اهتمام من قبل وزارة الزراعة بهذا النوع من الزراعات، لكن الدعم لا زال ضعيفاً، سواء للزعفران أو لغيره من المنتجات الزراعية.

إبراهيم مخلص الجهني