الشريط الاخباريثقافة وفنسلايد

“هوية وتجديد” يتوج موسم أيام الفن التشكيلي السوري

“هوية وتجديد” عنوان توجت به وزارة الثقافة أيام الفن التشكيلي السوري 2023 للموسم السادس، التي تقيمها مديرية الفنون الجميلة في دار الأسد للثقافة والفنون.
وترصع بهو قاعة الدراما بثمان لوحات للفنانين التشكيليين المعلمين الراحلين أدهم إسماعيل ومحمود حماد اللذين تحتفي أيام الفن التشكيلي السوري لهذا العام بمناسبة مرور مئة عام على ولادة كليهما، بوصفهم أسهما في تجديد لغة التعبير الفني في سورية، وفي اكتشاف ما يملكه التراث العربي من أشكال فنية يمكن استخدامها للتعبير عن مضامين متنوّعة.
وثنائية الهوية والتجديد جمعت التشكيليين اللذين شكلا حالة فريدة من نوعها في صداقتهما، من حيث التناغم والتقنية والاطلاع على ثقافات عالمية، ليعودا إلى وطنهما الأم ويكونا معلمين بارزين في ذاكرة المشهد التشكيلي السوري.
وفي بهو قاعة الدراما أفردت مساحة لعرض خمسة عشرة لوحة وثلاث أعمال نحتية للفنانين للمكرمين، وهم الفنانة التشكيلية سوسن الزعبي، النحات جميل قاشا، وفي مجال الغرافيك الفنان علي سليم الخالد، إضافة إلى أعمال الفنانين المكرمة ذكراهم في الاحتفالية وهم الراحلون سهيل معتوق، محمد الوهيبي وأحمد مادون.
وعلى مدى نصف ساعة من الزمن تعانقت الموسيقا بالألوان والأشكال والموضوعات في العرض البصري السماعي لمقطوعات موسيقية من ذاكرة الأيام التشكيلية وهي “حكاية لوحة” المستوحاة من أعمال الفنان التشكيلي السوري نصير شورى، و”تفاصيل” المستوحاة من أعمال التشكيلي جلال محمود، أما “المدرس” التي سردت تجربة التشكيلي السوري فاتح المدرس، وسبق وألفها المايسترو عدنان فتح الله في الاحتفاليات الثلاث الماضية من أيام الفن التشكيلي السوري، ورتها أنامل الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادته.
وفي كلمة لها خلال الحفل، قالت وزيرة الثقافة، الدكتورة لبانة مشوّح “اعتدنا في أواخر كل عام على إحياء أيام الثقافة السورية وأيام الفن التشكيلي وانتهزناها مناسبة لتكريم ثلة مختارة من مثقفينا وتتظيم أنشطة وفعاليات مميزة تعم كل المحافظات السورية وهي أيضاً مناسبة لنفسح المجال أمام طلاب معاهدنا العليا بمختلف اختصاصاتهم والمعاهد التقانية الفنية ليبرزوا مواهبهم ويخوضوا تجربة مواجهة الجمهور بكل ما فيها من تعزيز لثقتهم بأنفسهم وتطوير لمهاراتهم وفخر بإنجازاتهم وبالمؤسسة التي ترعاهم وبالوطن الذي يحتضنهم، ولم تثننا الحرب التي استهدفت قيمنا ووجودنا ولم ترهبنا القذائف التي أمطرونا بها ولم يوهن الحصار الجائر من عزيمتنا”.
وفي للسياق ذكرت مشوح أن “ما أصاب إخوتنا في غزة أدمى قلوبنا، وفاقت جرائم العدو الصهيوني ووحشيته كل تصور وتجاوزت كل حد أمام المشاهد المروعة التي هزت كل ضمير حي أوقفنا كل المظاهر الاحتفالية احتراماً لأرواح الشهداء وتقديساً لكل قطرة دم سفكت”.
وأكدت أن عجلة الثقافة لا يجوز أن تتوقف عن الدوران فإذا كان قدرنا أن نواجه أبشع آلة إجرام وقتل عرفتها البشرية فقدرنا أيضاً أن نحمل شعلة الحضارة وأن نبقي عليها متقدة تحرض على العمل والتأثير والإبداع مثمنة جهود القائمين على هذه التظاهرة الوطنية في تنفيذ مشروع ضخم يقوم على حفظ وتوثيق وترميم مقتنيات الوزارة من الأعمال التشكيلية.
ومن جانبه أشار مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد إلى الصدى الكبير الذي تأخذه فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري عاماً بعد عام على امتداد الجغرافية السورية على مستوى الساحة التشكيلية المحلية، لافتاً إلى أن ما يميز فعاليات الموسم السادس الاحتفال بعودة صالة العرض في المتحف الوطني بدمشق من خلال إقامة المعرض السنوي فيها والذي يجمع الاختصاصات التشكيلية.
وقدمت وزيرة الثقافة ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية عرفان أبو الشامات، ومدير مديرية الفنون الجميلة، ومدير دار الأسد للثقافة والفنون أندريه معلولي، شهادات تقدير لذوي الفنانين الراحلين وللمكرمين الثلاث.
وتتضمن فعالية أيام الفن التشكيلي السوري التي تستمر لغاية 21 الشهر إقامة العديد من المعارض في صالات العرض العامة والخاصة، من ضمنها المعرض السنوي في المتحف الوطني بدمشق، معرض فلسطين في غاليري دمشق، ملتقى النحت على الخشب، ملتقى الجولان الرابع للفن التشكيلي في القنيطرة، ملتقى زكريا شريقي للفن التشكيلي في اللاذقية وملتقى عمر حمدي للفن التشكيلي في الحسكة.
وسيرافق أيام الفن التشكيلي السوري ندوات أكاديمية في قاعة المحاضرات في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق حول الفن التشكيلي والقضايا الوطنية والصحافة، الهوية في الفن التشكيلي السوري وأهمية الخط العربي في الهوية يلقيها مختصون في هذا الشأن كما تنظم على امتداد أيام لاحقة عدداً من التظاهرات والمعارض التي تركز على الإبداعات الشبابية.

البعث ميديا – أماني فروج