الشريط الاخباريسلايدمجتمع

الإعلام تخصص ورشاتها للطفل والتعامل مع قضاياه

 

تسع ورشات عمل نظمتها وزارة الإعلام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) لتدريب الصحفيين على موضوعات تتعلق بالتعاطي الإعلامي مع قضايا الطفل، آخرها كانت عن أسس الكتابة المتخصصة للأطفال وكيفية توجيه الرسائل التوعوية المؤثرة والفاعلة لهم.

وباعتبار أنه خلال سنوات الحرب على سورية، كان هناك الكثير من المغالطات ضمن التغطيات الإعلامية، والتي أثرت سلباً على حياة الطفل، ربما بشكل غير متعمد، إذ كان الهدف إظهار الحقيقة للعالم، لذا سعت الوزارة لمنع حدوث هذه الأحطاء وتلافيها، وذلك بحسب مدير الإعلام التنموي في الوزارة، عمار غزالي، الذي بين أنه كان لا بد من توضيح كيفية التعامل مع الطفل وتوظيفه في الإعلام، بداية من إجراء اللقاء معه، وتحضيره للمقابلة لجهة الحصول على الإذن المسبق والموافقة الأخلاقية، حتى يتمكن الصحفي من تقديم المادة بشكل صحيح عليه أن يمتلك المعلومات الحقيقية لدعم رسالته الإعلامية.

وذكر غزالي أنه تم التنويه إلى قانون الطفل الذي صدر في سورية عام 2021، ومدى مواءمته مع الاتفاقيات الدولية، وطرح ما هي القوانين التي تحتاج إلى تعديل، وكيف نوظف النصوص القانونية في العمل الإعلام.

وبالنظر إلى تواجد البرامج الموجهة للطفل على خرائط القنوات العامة غير المتخصصة، نجد أنها لا تزيد عن 8% من مجمل ما تنتجه تلك القنوات، وفقاً للدكتور عربي المصري، الذي لفت إلى أن استخدام الطفل في الإعلام يصل إلى 40%، بينما الرسائل الموجهة للطفل تصل إلى 20-22%، أي أن الكتابة عن الطفل تأخذ مساحة أكبر من الكتابة للطفل.

وأوضح المصري أن هناك اعتقاد سائد بأن الكتابة للطفل تحتاج إلى شخص اختصاصي وأن أدباء الأطفال هم فقط من يكتب للطفل، وهنا لا بد من الإشارة إلى نوعين من التخصص، الأول يتعلق بالطفل وقضاياه، والثاني تخصص بأساليب الكتابة للطفل.

وذكر دكتور الإعلام أنه عند البحث على الانترنت عن أسس الكتابة للطفل، تظهر النتائج معظم المواد المخصصة لأدب الأطفال وليس لإعلام الأطفال، لذا كانت الورشة الأخيرة – أسس الكتابة للطفل – على مسارين هما الطفل وقضاياه، وهذه مسألة حساسة، ومسألة الكتابة للطفل، التي انطلقت ليس من التخصص فقط بل من الكتابة المبدعة.

واستعرض المصري الدليل الأخلاقي الصادر عن الأمم المتحدة لتغطية قضايا الطفل والذي يتضمن القواعد لما يمكن نشره وما لا يمكن، بحيث يكون الأساس هو حساب المنفعة والضرر عند تغطية قضايا الطفل، حفاظاً على خصوصيته وعدم إلحاق الأذى فيه أو بذويه.

من جهته، أفاد المدرب ماهر المونس بأن التعامل مع الأطفال في الحياة العامة هي مسألة فعلا معقدة، وبالإعلام تكون معقدة أكثر، وهي شديدة الحساسية في الأزمات لأنها لا ترتبط بالطفل وحسب بل به عائلته وسمعته والصورة التي ربما سترافقه طيلة حياته.

وأضاف بأن هناك معايير عديدة تخص مسألة التعاطي مع قضايا الطفل، منها الرضا والموافقة المستنيرة وعدم انتهاك الخصوصية، والأهم أن نطرح ما المصلحة العامة من التعاطي مع أي قضية وطرحها، لافتاً إلى أننا نعيش حرب طويلة منذ سنوات، لذا نحن بحاجة لنكون على اطلاع ووعي بهذه المعايير كي لا نرتكب أي خطأ ونتسبب بأي إشكالية.

وأكد المونس على مراعاة الطفل بحد ذاته، مشاعره وعواطفه، واستيعابه واحتضانه، قبل أخذ مادة إعلامية منه أو توجيهها له، مشيراً إلى أهمية ملائمة المادة الإعلامية مع هذا الطفل كجمهور مستهدف، بيئته، عمره، والظرف الذي يمر به، فالطفل الذي مر بحرب يختلف عن الطفل الذي لم يمر بها وبكل تأكيد التوجه سيكون مختلفاً.

البعث ميديا – رغد خضور