الشريط الاخباريمحليات

أكثر من 2500 مدجنة في الإنتاج.. ارتفاع حجم التربية يسهم في خفض الأسعار

 

تستمر الحكومة السورية ممثلة بوزارة الزراعة في العمل على إنعاش قطاع الدواجن في البلاد، هذا القطاع الذي مر بمشاكل متتالية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد، واصطدم بالكثير من المطبات، التي تكبل المنتجين حتى مع الدعم المتواضع الذي تقدمه وزارة الزراعة، حيث رسم الدكتور أسامة حمود، الذي كان يشغل منصب مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، صورة حية عن قطاع الدواجن في سورية، وكانت كلماته تحمل بصمات التجربة والتفاني في مواجهة التحديات الشديدة التي تواجه هذا القطاع الحيوي.

نقاط بارزة

وفي حديثه لـ”البعث ميديا”، بين الدكتور أسامة أن حجم الاستثمار في قطاع الدواجن قبل الحرب وصل إلى ما يقارب 150 مليار ليرة سورية، ووفر حوالي 350 ألف فرصة عمل في كافة مراحل الإنتاج، من التربية حتى التسويق، وكان حجم الإنتاج بحدود 3.2 مليار بيضه و200 ألف طن فروج، مشيراً إلى أن هذا القطاع يمتلك الكثير من نقاط القوة وأهمها توفر الخبرة الكبيرة للمربين، والبنية التحتية والجهات البحثية والخدمية ووجود صناعة متقدمة لإنتاج الجدات والآمات وصيصان الفروج وتوفر اللقاحات والأدوية سواء كانت محلية أو مستوردة.

منغصات

ولم يخفي المدير السابق وجود بعض المنغصات التي تعكر صفو المنتجين مثل ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، وخاصة الأعلاف، باعتبارها تشكل حوالي 80% من تكاليف الإنتاج، وعدم توفر العدد الكافي من المسالخ الآلية ونصف الآلية، بالإضافة إلى فردية التربية وتشتتها وغياب نظام تسويقي واضح.

وبالرغم من كل ذلك، لفت حمود إلى أن هذا القطاع استطاع أن يصمد ويستمر بالإنتاج، وتعزز ذلك بحزمة من الإجراءات الحكومية التي اتخذتها وزارة الزراعة لتشجيع استمرار إنتاجه، مثل إعادة ترخيص المنشآت الملغى ترخيصها لعدم الاستثمار، وفق القرار 15/2 لعام 2023 الذي سمح باستثمار المداجن المرخصة وغير المرخصة بموجب وثيقة استثمار، ومنح المداجن المستثمرة كل أشكال الدعم من أعلاف ومحروقات، وبموجب هذا القرار دخلت حوالي 2559 مدجنة جديدة بالاستثمار بالإضافة إلى 2700 مدجنة كانت تعمل سابقاً، بمعنى أنه زاد حجم الاستثمار في قطاع الدواجن.

وأضاف بأن الحكومة شجعت المزارعين على زراعة الذرة الصفراء لتأمين جزء من الاحتياجات العلفية وإحلال بدائل المستوردات، وبالمحصلة تخفيض تكاليف مستلزمات الإنتاج لأن العلف يشكل نسبة كبيرة من هذه المستلزمات.

أرقام

ووفق إحصائيات وزارة الزراعة بلغ إنتاج البيض العام الماضي حوالي مليار ونصف بيضة من منشآت القطاع الخاص فقط، إلى جانب إنتاج القطاع العام والمؤسسة العامة للدواجن في المناطق الآمنة، وقد انخفضت أسعار بيض المائدة بشكل جيد نتيجة زيادة عرض المادة في الأسواق بعد زيادة عدد الأفواج المنتجة ودخول أفواج أمات البياض للإنتاج حديثاً، وأحياناً يتم بيع البيض صغير الحجم بأسعار منخفضة لمدة أسبوعين حتى يستقر حجم البيض.

ومن الأسباب التي أدت إلى زيادة خفض الأسعار هو ارتفاع حجم التربية وعدد المداجن المستثمرة بالتزامن مع انخفاض أسعار المواد العلفية بنسبة 10 – 15%، وهذا أدى إلى خفض تكاليف الإنتاج ومؤشرات تحسن الحالة الإنتاجية والصحية لقطيع الدواجن وانخفاض القوة الشرائية وهناك عرض كبير ولا يوجد طلب بالمستوى الذي يوازي هذا العرض وكل هذه الأسباب أدت إلى انخفاض سعر بيض المائدة ومنتجات الفروج بحسب حمود.

قطاع مضطرب

من جهة أخرى، أوضح مستشار اتحاد غرف الزراعة، المهندس عبد الرحمن قرنفلة، للبعث ميديا، أن قطاع الدواجن قطاع مضطرب وغير مستقر تسوده فوضى التنظيم ويحتاج الكثير من الخبرات الفنية، حيث توجد فجوة معرفية كبيرة لدى نسبة واسعة من المربين تساهم بتراجع الإنتاج وارتفاع نسب الفاقد وتدهور نسب التحويل الغذائي وارتفاع نسب الإصابة بالأمراض وتكاليف المعالجات، وجميعها تدفع سعر مبيع المستهلك نحو الأعلى.

ونوه إلى أن تدهور الأسعار حاليا دون التكلفة سوف يساهم بارتفاع كبير بالأسعار بعد فترة قصيرة، حيث سجلت أسعار البيض انخفاضا كبيرا خلال الآونة الأخيرة، إذ وصل سعر الصحن إلى 36 ألف ليرة تقريباً، والفروج الحي 37 ألف ليرة سورية، والمنظف 50 ألف ليرة سورية، والدبوس 45 ألف ليرة سورية، والوردة 46 ألف والكستا 48 ألف ليرة سورية.

ويبقى قطاع الدواجن في سورية قصة تحدي، حيث يتحدى القائمين عليه الظروف الصعبة ويستمرون في الإنتاج والتطوير، وهذه القصة تعكس عزيمة وإرادة قطاع يلعب دوراً حيوياً في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد الوطني.

 

إبراهيم مخلص الجهني- البعث ميديا