الشريط الاخباريدوليسلايد

سر دعم أردوغان لإرهاب «داعش» تكشفه المفاوضات مع الأمريكيين

كشف تقرير إخباري اليوم الاثنين أن الأتراك جاهروا خلال المفاوضات التي جرت مع الوفد الأمريكي في أنقرة بحرصهم على الحفاظ على العلاقة مع تنظيم «داعش» الإرهابي أمنياً ومالياً والدعوة لرسم إطار للحرب معه ينحصر بمنع التمدد خارج حدود ما بين نهري الفرات ودجلة، وجعل الضغط المالي والأمني والعسكري في خدمة هذا الهدف، باستثناء الضرورات التي تتطلب ترك «داعش» يتخطى حدود ما بين النهرين نحو الصحراء الفاصلة من نهر الفرات وحدود الأردن والسعودية.

وأكدت قنوات دبلوماسية واستخبارية أن الأتراك قدموا هذا العرض الموثق بالخرائط يشرحون فيه أسباب منح تنظيم «داعش» الإرهابي فرصة التشكل على أساس جغرافي، يرتبط بمنطقة ما بين النهرين التي تضم الموصل والفلوجة ولا تضم تكريت ولا بغداد، ما يعني وجوب إخراج «داعش» من تكريت لكن ترك قوات «داعش» تستولي على الأنبار، ما يفسر المعارك الضارية هناك، وما بين النهرين يعني منع «داعش» من التمدد نحو حلب، لكن ترك عين العرب  تسقط، ومنطقة ما بين النهرين التي تغطي المساحة السورية والعراقية التي يحتلها إرهابيو «داعش» باستثناء الرمادي ومحيط الفلوجة، حيث تدور المعارك القاسية، تتصل بالصحراء مع الحدود الأردنية والسعودية.

ويقوم المخطط التركي بعد وقف تقدم تنظيم «داعش» الإرهابي ما بين النهرين عند حدود بغداد وحرف الخريطة نحو الصحراء، تراهن على إغراء بقاء «داعش» كحاجز جغرافي بين سورية وإيران تصعب إزالته من جهة، ويحول دون تشكيل هلال قوة بوجه «إسرائيل»، ومن جهة ثانية يمنع مرور خطوط أنابيب النفط والغاز من إيران والعراق نحو البحر الأبيض المتوسط، ويحول دون تواصل الصين مع المتوسط تالياً، مهما كان الوضع في أفغانستان وما بين إيران وأفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، وثالثاً يتيح تأمين خط الغاز القطري إلى أوروبا، بديلاً من الغاز الروسي، وهذه كلها أوراق قوة تضعها أنقرة بيد الأطلسي وتنتظر المباركة من واشنطن، ولا تمانع أنقرة من منع دولة «داعش» من بلوغ حدود السعودية عبر الصحراء ووصلها جغرافياً بحدود الأردن فقط، وهذا يسمح بجعل الامتداد العسكري في جنوب سورية وجنوب البقاع اللبناني متصلاً بها، وصولاً عبره لربط الوجود العسكري بين لبنان وسورية على طول السلسلة الشرقية بدولة «داعش» لوجستياً، رابعاً وخامساً، وبقاء مجموعة من حروب الاستنزاف المفتوحة على مساحة تطاول قوى مناوئة لواشنطن وأنقرة و«إسرائيل» تضم الدولة السورية وحزب الله.

وتقول صحيفة “البناء” التي نشرت هذه المعلومات أن الأميركيين أصابتهم الدهشة وأذهلتهم المعادلة التركية، المدعمة باستعداد أنقرة لضبط موارد إرهابيي«داعش» المالية والقدرة العسكرية بمفاتيح تدفق الرجال والسلاح والتدخل العسكري عند الضرورة بتفويض من الحلف الدولي، وصولاً لصفقة كاملة تضمن التفاهمات على خطوط النفط والغاز وكذلك تجارة الترانزيت بين أوروبا والخليج من دون المرور بالممرات الواقعة بيد الحكومتين السورية والعراقية اللتين تصنفهما أنقرة في دائرة حلفاء ثابتين لإيران، وترى أن المصالح الاقتصادية الحيوية لتركيا ترتبط بهذا المشروع، وان إغراء «داعش» بعائدات مجزية من تجارة الترانزيت وخطوط النفط والغاز سيجعل من المصالح مصدراً لحسابات وسلوكيات جديدة تبعد القلق من مخاطر التنظيم وتحوله إلى قوة عاقلة.

وتتابع المصادر: “الأميركيون لم يقولوا شيئاً عما سمعوا في أنقرة، فقد سربت مصادرهم عبر بعض الإعلام القريب من البنتاغون كلاماً مفاده أن الخلاف يدور مع القيادة التركية حول الموقف من حصر الحرب بقتال داعش أم قبول توسيعها لتطاول تغيير القيادة في سورية، ما تعتبره مصادر متابعة محاولة لوضع أوراق على طاولة التفاوض مع إيران مع اقتراب نهاية المفاوضات على ملفها النووي”.

وتضيف: “إيران التي بلغتها هذه التفاصيل، وجهت رسالة شديدة اللهجة الى أنقرة تحت عنوان اعتبار القيادة السورية خطاً أحمر، القصد منها وفق مصادر إيرانية مطلعة في طهران، التحذير من المخطط التركي واعتباره بمثابة إعلان حرب، لن تقف إيران مكتوفة الأيدي أمامه”.