تكامل العروبة والإسلام في ملتقى البعث للحوار في السويداء (فيديو)
السويداء – اليس مرشد – البعث ميديا:
عقد، أمس في فرع السويداء للحزب ملتقى البعث للحوار، تحت عنوان “تكامل العروبة والإسلام”، استضاف الملتقى الدكتور عبد اللطيف عمران المدير العام لدار البعث.
د. عمران أكد خلال الملتقى على أن طرح هذا العنوان يجب أن يتضمن الإجابة على أسئلة التاريخ، والواقع، والمستقبل، أسئلة يجب العمل على ايجاد اجابات مناسبة ومقنعة لها، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بالحوار والمثاقفة مع أصحاب العقل والنزعة التعلّمية.
وشدد د. عمران على ضرورة البحث في مفهوم التكامل، وعضوية العلاقة بين العروبة والاسلام، ومدى استقرار تعريف العروبة والإسلام، مع ضرورة بقاء البحث الدائم حول حقيقة هذه الأمور.
مشيراً إلى التحديات التي تواجه البحث في تكامل العروبة والإسلام كالعلمانية والمواطنة وغيرها ما يفتح الحديث حول ثنائية حيوية ولا تكامل.
ووضح د. عمران سعي الغرب لاصطناع العدو الخارجي البديل عن الشيوعية، عبر محاولات استخدام الاسلام كأداة وظيفية، مع استغلاله لتحول الحوار الذي كان سائداً في الاسلام بين أصحاب علم الكلام، الى احتكام للبندقية، أو تحول الحوار الذي كان يحكم العلاقة العروبية إلى لجوء بعض الأقطار الى أميركا والصهيوني لحل خلافاتها مع الأشقاء.
وأضاف د. عمران أن الإسلام واحد من الأديان التوحيدية الثلاث وآخرها وواحد من الثورات الثلاث التي أثرت في تاريخ البشرية، القديم والمعاصر، وقد ساهم النهضويون الاسلاميون والمسيحيون، والقوميون والعلمانيون واليساريون في بلورة المشروع القومي العربي وشهداء 6 أيار 1916 منهم الاسلام و المسيحيون، انتموا جميعاً إلى الأفق الحضاري الواسع للحضارة العربية الاسلامية.
وتابع د. عمران “العروبة ليست منظمة.. وهي حالة حضارية، والهوية العربية هي هوية معتدلة في كل شيء اجتماعياً وثقافياً وسياسياً ودينياً لأنها تمثل تمازج الحضارات عبر آلاف السنين، وهي كهوية إطار حضاري يشمل الجميع وليست أيديولوجيا فقط..”.
فالعروبة بحسب د. عمران ليست محصورة في البوادي، ولا الصحارى، ولا الشواطئ، ولا على ضفاف الأنهار فقط، بل هي اجتماع المشترك من الثقافة واللغة والمصالح والمصير، على امتداد الوطن العربي. فجميع الأقوام التي عاشت على الأرض العربية هي نتاج التراث الحضاري الذي نحترمه منذ فجر التاريخ مع الإسلام والمسيحية، ومن قبلهما أيضاً.
ويرى د. عمران أن العروبة الإسلام يواجهان أشرس أزمة من عدو مشترك ويرزحان تحت وطأتها ويئنان في مواجهة العدو نفسه المتمثل بالتحالف الصهيوأطلسي الوهابي.
وفي ظل هذه الهجمة على العروبة أرضاً وشعباً وقوماً وفكراً ومشروعاً وحكومات، يؤكد د. عمران أن استخدم الدين الإسلامي في مواجهة المشروع القومي والوطني العربي مع العلم أن حركات التحرر الوطني أنتجت أقطاراً مستقلة، وأقرت بالاتفاق دساتير وطنية علمانية مستنيرة في أغلبها للدين الاسلامي فيها امتيازان، فهو مصدر للتشريع، ودين لرئيس الدولة، ولم يجد أحد يومها غضاضة في ذلك.
وأضاف د. عمران أن هذه الهجمة النار والوقود فيها هي الجماعات الدينية الاسلامية التكفيرية المتطرفة، هي لا تقاتل الحكومات ولا الجيوش بل العيش المشترك والوحدة الوطنية والمجتمعية تقاتل المشروع الوطني والقومي العربي.
وختم د. عمران من هنا تتكامل المؤسستان الوطنيتان الدينية والحزبية للعبور بالوطن والعروبة الاسلام كطرفين مشاركان في الشارع والحكومة وهذا التكامل الذي تنشئه القيادة السياسية والمؤسسة الدينية يجب أن تنأى به عن ارهاق النفس والعقل بالبحث عن الأمور التفجيرية في المجتمع.
وقدم الحضور عدداً من المداخلات التي تمحورت حول أهمية التكامل بين العروبة والاسلام، ومدى ضرورة البحث في العوامل الجامعة لأبناء الوطن ورفض أي من عوامل التفرقة والتقسيم، واستمرار العمل على مواجهة مشاريع التكفيرية والوهابية التي تحاول ضرب الوحدة الوطنية للشعب السوري واستهداف الدولة السورية.