محليات

بوادر موسم مبشر للثروة الغنمية في بادية حماة

أنعشت الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها محافظة حماة الغطاء النباتي في البادية السورية بعد مرور سنوات من الجفاف مجددة الآمال في استعادة الثروة الغنمية عافيتها ودورها في استقرار الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني.

ومنذ عقود لم تشهد البادية السورية هذه الكثافة والغنى بغطائها النباتي وفق أهالي وسكان ريف حماة الشرقي الذين أكدوا أن النباتات الحولية تغطي مناطق واسعة من البادية بشتى الأصناف ما يبشر بخير وفير سينعكس إيجابا على المواسم الإنتاجية الزراعية والحيوانية ولا سيما الأغنام التي تشتهر بتربيتها وإنتاجها بادية حماة على نطاق واسع.

المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية المهندس محمد طماس أشار في تصريح له إلى أن البادية السورية في هذه الفترة بأحسن أوضاعها لما تنعم به من غطاء نباتي كثيف ولا سيما في النباتات الحولية التي تغطي معظم مناطق البادية منذ شهر تشرين الثاني من العام الماضي وهي عادة لا تظهر إلا مع حلول شهر آذار وهذا مؤشر إيجابي على الازدهار وانتعاش المساحات الخضراء في البادية.

وأكد المهندس طماس أن انتعاش الغطاء النباتي ستكون له منعكسات وآثار إيجابية ملموسة في استعادة الثروة الغنمية ألقها مجددا وتشجيع المربين على العودة مع قطعانهم للمناطق الآمنة والمستقرة لاستئناف العملية الإنتاجية التي تعرضت في السنوات الماضية للاستنزاف والهدر نتيجة الظروف والأوضاع الصعبة والاستثنائية التي مرت بها البلاد.

ونوه المهندس طماس بالأهمية الاستراتيجية لبادية حماة التي تستأثر بنسبة 55 بالمئة من إجمالي مساحة المحافظة في تربية وإنتاج الثروة الغنمية التي تنتشر في مناطق واسعة فيها ولا سيما في وادي العذيب والرهجان وسوحة ورسم العبد وغيرها لما تشكله من بيئة ملائمة لتربية الأغنام وتميزها بمساحات واسعة من المراعي.

المهندسة رابعة الحايك مديرة مركز البحوث العلمية الزراعية الذي يعنى بتحسين أغنام العواس قالت في تصريح مماثل إن المركز استأنف مجددا أبحاثه ومشاريعه مع تعويض الثروة الغنمية حيث أصبح عدد رؤوس الأغنام لديه حاليا مع المواليد الجدد 340 رأسا، مضيفة إن هدف المركز التحسين الوراثي لأغنام العواس ورفع إنتاجيتها من الحليب واللحم وزيادة مواليدها بالانتخاب الوراثي، مبينة أن المركز سيرفد المربين في بادية حماة ومختلف المشاريع الإنتاجية خلال الفترة المقبلة بأعداد من الأغنام المحسنة بما يدعم الثروة الغنمية التي تعرضت خلال السنوات الماضية لتحديات قاسية.

واعتبرت مديرة المركز أن التطورات الأخيرة وعودة الأمان والاستقرار إلى أغلب مناطق بادية حماة وتطهيرها من الإرهاب وفي ضوء معدلات الهطول المطري المرتفعة التي عمت المحافظة خلال موسم الشتاء الجاري وانعاشها للغطاء النباتي ستتم إعادة الألق مجددا للثروة الغنمية وتعويض الخسائر التي مني بها مربوها خلال المواسم السابقة.

المربي جاسم الأحمد لفت إلى أن تحسن وازدهار المراعي شجع الكثير من المربين على معاودة نشاطاتهم المعهودة في تربية وإنتاج الثروة الغنمية التي تدهورت في السنوات القليلة الماضية جراء ظروف كان على رأسها الجفاف والقحط ما أسفر عن غلاء العلف خلافا لهذا العام الذي انخفضت فيه أسعار العلف وتراجع الطلب عليه لاستعادة البادية مراعيها ومروجها الخضراء بأمطار الخير.

حاتم المحمد مرب آخر رأى ان المعطيات والظروف السائدة حاليا مواتية جدا لتعويض الثروة الحيوانية في البادية ويتعزز ذلك بدعم الحكومة للمربين وتقديم الحوافز والتسهيلات الممكنة لهم في عملية نقل قطعان الأغنام من منطقه إلى أاخرى وفق كثافة المراعي وتوفر الكلأ من جهة ومن مناطق التربية والإنتاج إلى أسواق التصريف والاستهلاك من جهة أخرى .

وتأتي حماة في مقدمة المحافظات إنتاجا للأغنام ولا سيما في باديتها الواقعة في ريفها الشرقي وتستأثر الثروة الغنمية في المحافظة بمكانة مرموقة على خارطة الإنتاج الحيواني في سورية ورغم غياب إحصائيات وأرقام دقيقة عن اعداد رؤوس الغنم في حماة حاليا إلا أن إحصائيات تشير إلى أن حماة كانت تربي حتى عام 2011 نحو مليونين ونصف مليون رأس من صنف العواس.