محليات

مجلس الشعب يستمع لشرح حول أضرار قطاع السياحة والاثار

استمع مجلس الشعب في جلسته التي عقدها اليوم برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس المجلس الى عرض لوزيري السياحة والثقافة حول الأضرار التي لحقت بالقطاع السياحي والآثار السورية والإجراءات المتخذة للحفاظ على الأوابد التاريخية والإرث الثقافي والحضاري الذي يتعرض للنهب والسرقة والتخريب من قبل المجموعات الإرهابية على مرأى ومسمع الدول المتآمرة.

واستعرض وزير السياحة المهندس بشر يازجي الأضرار التي لحقت بالقطاع السياحي وخطط الوزارة لتجاوز الأزمة والنهوض بالقطاع مشيرا إلى انخفاض القدوم السياحي بنسبة 98 بالمئة وكذلك الاستثمارات السياحية نتيجة لما تمر به البلاد وما نجم عن ذلك من توقف 371 منشاة فندقية ونحو 400 مشروع سياحي منها 17 بصيغة بي او تي وأكثر من 258 ألف عامل عن العمل في القطاع السياحي والقطاعات الشريكة معه ووصول قيمة الأضرار المباشرة وغير المباشرة إلى نحو 330 مليار ليرة سورية بواقع 25 مليار ليرة شهريا كانت يمكن أن تعود على مختلف القطاعات التنموية والخدمية إلى جانب 20 شهيدا قدمهم هذا القطاع.

وأكد الوزير يازجي بذل كل الجهود ليكون القطاع السياحي من أوائل القطاعات المتعافية من الأزمة من خلال وضع استراتيجية عمل على المدى القريب والبعيد تعتمد تحليل الواقع السياحي في الفترة الماضية ومواطن الخلل والتحديات القادمة والفرص المتاحة للانطلاق بخطوات محددة يمكن البناء عليها لتصحيح الخلل وتهيئة البيئة الحاضنة والمناسبة للتطوير والاستثمار السياحي بالاعتماد على المشاركة الواسعة بالرأي ضمن الوزارة وخارجها لوضع خطط ومحاور عمل قابلة للتنفيذ ودراسة أهم المحاور الأساسية التي يمكن بناء عليها وضع استراتيجية عمل الوزارة على ضوء المتغيرات الجديدة والإطار الوطني لسياسة التخطيط الاقليمي.

ولفت الوزير يازجي إلى تشكيل فريق عمل من الكوادر المختصة لتقييم التشريعات السابقة ومدى انعكاسها على المشروعات والمستثمرين والدولة والمباشرة بتعديل وتطوير هذه التشريعات التنظيمية والفنية والإدارية بما يتناسب مع المرحلة القادمة لتقديم حوافز استثمارية وإجرائية تساعد على النهوض بالقطاع السياحي حيث تم الانتهاء حاليا من التعديلات الخاصة بالمرسوم 198 لعام 1961 وتحديث أحكام القرار رقم 198 الصادر عن المجلس الأعلى للسياحة وتطوير القرار 383 الناظم لعمل الجمعيات السياحية.

وأكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن الوطن مستهدف بتطوره وبانسانه وبفكره وتاريخه وآثاره وتراثه الثقافي والحضاري بهجمة بربرية معادية في ممارستها لكل فكر ثقافي وحضاري مشيرة إلى الانتهاكات التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة الشمالية عندما استخدموا التماثيل الأثرية التي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد كدريئة للتدريب على السلاح والرمي مستهجنة صمت دول العالم والمنظمات ذات الصلة عن هذه الانتهاكات وهي التي أقامت العالم ولم تقعده عندما هدمت حركة طالبان تماثيل بوذا في أفغانستان.

ولفتت الوزيرة مشوح إلى أن الوزارة عملت على تحصين جميع المتاحف الأثرية في سورية حيث لم يتضرر منها سوى متحف الرقة إلى جانب التواصل وبشكل يومي مع منظمة اليونيسكو بالتعاون مع وزارة الخارجية ومع الانتربول الدولي والجمارك الدولية والجهات المعنية في لبنان للتعرف على مكان القطع الأثرية المسروقة واستعادتها إلى أرض الوطن منوهة بجهود المجتمع المحلي الذي أثبت وطنيته وولاءه لسورية وساهم في حماية كثير من المواقع الأثرية على امتداد رقعة الوطن.

وتركزت مداخلات أعضاء المجلس حول ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على المواقع والأوابد التاريخية واللقى الأثرية بالتعاون مع كل الجهات المعنية في سورية والعالم وصيانة المتاحف الوطنية والعمل لتجاوز آثار الأزمة فور انتهائها على القطاع السياحي وتأمين مستلزماته بالاعتماد على ما تمتلكه سورية من مقومات ودعا الأعضاء إلى إعادة تأهيل المدن المنسية في البادية ودراسة وضع المشروعات السياحية والفنادق القائمة وتصنيفها وأسعارها والاهتمام بمنطقة البسيط على الشاطئ السوري ومتابعة المشروعات السياحية في أرواد وقلعة الكهف في الشيخ بدر بمحافظة طرطوس وحماية المواقع السياحية الغنية بالغابات والأوابد الأثرية من العابثين بها مع الاهتمام بالسياحة الشعبية.