مساحة حرة

كيف بدأ دومينو الإرهاب يتهاوى..!!

د.تركي صقر

بدأت أحجار الد ومينو الارهابي من القصير الى بلدات القلمون الى يبرود فقلعة الحصن تتهاوى وتتساقط بسرعة كبيرة  وشكل سقوط الحجر الاكبر في يبرود بعد القصير ضربة قاصمة ليس لأماني واحلام معارضة الخمس نجوم  في الخارج فقط  وانما لمراهنات  السعودية و حسابات وخطط العدو الاسرائيلي ايضا الذي اعتبر هذه المعركة من أهم معاركه الاستراتيجية لاسقاط الدولة السورية ، مع الإشارة إلى أنه باسترداد يبرود من قبضة الجماعات المسلحة، وما سيليها من عمليات تطهير في جرود القلمون وبعض البؤر المجاورة، تم نسف مخطط إنشاء “حزام التكفيريين” المزعوم بالكامل؛ من تل كلخ والحصن إلى غوطة دمشق مروراً بالقصير، من دون إغفال ما سيحمله الميدان شمالا وجنوبا من مفاجآت في المرحلة المقبلة قد تفوق بأهميتها مفاجأة عملية يبرود ..

لذلك لاغرابة ان تسارع حكومة نتنياهو لنجدة أدواتها العميلة كما في كل مرة ولكن كان بالعدوان العسكري المباشر هذه المرة  وعلى جبهة الجولان في توقيت واضح بعد انتهاء معركة يبرود وبمساندة مفضوحة لتحرك للعصابات الارهابية هناك الأمر الذي كشف من جديد الترابط الوثيق بين الكيان الصهيوني والعصابات المسلحة من جهة والتعاون مع كل الدول الداعمة والممولة لها  من جهة اخرى ..

 ولمن كان يتعامى عن هذه الحقيقة  فقد توالت الوقائع والاحداث لتثبت ان المعركة ضد الارهابيين التكفيريين هي المعركة ذاتها ضد العدو الصهيوني  وليست وجها ن لمعركة واحدة . ولمن كان لايصدق ايضا أن العدو الاسرائيلي هو الحاضر الأكبر في الأحداث السورية  منذ بدايتها جاءت عملية يبرود بعد القصير والعدوان الاسرائيلي على جمرايا آنذاك  لتؤكد المؤكد فما أن دحر الجيش العربي السوري الإرهابيين وهزمهم شر هزيمة  في يبرود حتى قام العدو الصهيوني على الفور بتقديم جرعة معنوية للعصابات الارهابية المنهارة من خلال عدوان جوي ومدفعي وصاروخي غير مسبوق لناحية خرقه اتفاق فصل القوات في الجولان بصورة سافرة  وقد سبق هذا التناغم دعم و تنسيق على المكشوف ليس اقله زيارة نتنياهو لجرحى الارهابيين في وضح النهار وليس نهايته ما صرح به اللبواني من تخلي المعارضة عن الجولان كليا شريطة مساعدة الحكومة الاسرائيلية لها في الوصول الى السلطة في دمشق ..

 وللعلم فقط أنه ما من عملية مهمة “محرزة ” قامت بها المجموعات الإرهابية في اي مكان في سورية  الا وكانت الأصابع الاسرائيلية  متغلغة فيها من البداية الى  النهاية  ولقد كانت المفاجأة الكبرى لهم في يبرود لان حجم المشاركة الاسرائيلية في هذه المعركة كان كبيرا جدا  عبر فرقة “موساد” تسللت إلى إحدى النقاط المحيطة بالمدينة، بالتنسيق مع متزعم اساسي في المجموعات الارهابية هناك  خلال إغارة الطيران الحربي “الإسرائيلي” على مواقع لحزب الله في “جنتا” على الحدود اللبنانية – السورية، مستغلة الظروف المناخية السيئة والضباب الكثيف، إلا أنه تم رصد تحرّك الفرقة الاسرائيلية، في ظل مراقبة حثيثة وحاصرتها نيران الجيش العربي السوري الجوية والبرية دون توقف .

وفي المعلومات ان قيادة العدو الاسرائيلي الحربية كانت من أكثر المتابعين لسير العمليات العسكرية في يبرود، حيث إن كبار الضباط برفقة محللين عسكريين راقبوا بدقة متناهية أداء وحدات الجيش العربي السوري والمقاومة هناك إضافة الى تداعي مسؤولي استخبارات سعوديين – “إسرائيليين” وأردنيين أثناء سير العملية العسكرية إلى اجتماع طارئ في مدينة العقبة الأردنية، تخلله حالة ذهول بدت واضحة على وجوه المجتمعين إثر تبلغهم نبأ استعادة الجيش السوري ليبرود، في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن ضابط “إسرائيلي” كبير تأكيده أن جهاز الموساد أمّن مساعدات تسليحية ضخمة للتنظيمات المسلحة بدأت في القصير واستُكملت أثناء التحضّير لمعركة يبرود، لما تمثله منطقة القلمون من أهمية استراتيجية لهم جميعا .

 “FBI” كما كشف ضابط في جهاز الاستخبارات الامريكية لصحيفة “لونغ وور جورنال” الأميركية، أن “إسرائيل” دخلت بثقلها أثناء التحضّير لمعركة يبرود، عبر فرقة من “الموساد”، أُوكلت إليها مهمة التنسيق اللوجستي والاستخباراتي مع قادة المجموعات المسلحة، بعد أن أمّنت لهم أجهزة اتصالات متطورة، وشحنات من الصواريخ المضادة للدروع، ومناظير ليلية، مرجّحاً فرضية هروب كامل الفرقة بعد افتضاح أمرها ، واعتبر أن “إسرائيل” ومن خلفها السعودية هما أكثر المتضررين من سقوط يبرود بقبضة الجيش العربي السوري والمقاومة ، مشيراً إلى عشرات الفرق الخاصة “الإسرائيلية” التي دخلت الأراضي السورية منذ بداية الأزمة كفرقة “ماغلان”، ومهمتها السيطرة على المطارات، وفرقة “بيتا اير” المختصّة بالقتل الطائفي، والتي تقف وراء عمليات القتل الجماعي، وما رافقها من تنكيل بجثث المدنيين على امتداد المحافظات السورية، وفرقة “مك كال” المختصة بالكشف عن المواقع السورية الاستراتيجية، كما أكد انتشار فرق خاصة من الـ”سي آي اي” في أماكن تخضع لسيطرة مجموعات متطرفة ، كجبهة “النصرة”، وساهمت في تدريب مجموعات كبيرة من هذا التنظيم الارهابي الظلامي ..

لكن المواجهات الساخنة المتوقعة على جبهة الجولان والتي فتح العدوان الاسرائيلي الاخير الباب امام كل الاحتمالات فيها لن  تمنع من الاستمرار في اسقاط احجار دومينو الارهابيين في  كل مواقعهم ولن تكون اية مواجهة نزهة للعدو الذي يعرف انه  أمام تصميم بالرد عليه  عبر قصف صاروخي عاصف من الشمال ( الجولان والجنوب اللبناني ) و بآلاف الصواريخ يوميا، والجيش العربي السوري  الذي امتلك خبرات قتالية عميقة خلال السنوات الماضية يعرف كيف يستمر في تطهير  سورية من الارهاب وكيف يستعد لمواجهة اسوأ احتمالات المواجهة مع العدو الصهيوني الداعم الاكبر للعصابات الارهابية ..  وهذا ما اثبتتة الوقائع  الميدانية  في معارك  القلمون وفي حرب الشوارع مع الارهابيين وفي كمائن الغوطة والعتيبة  ومنطقة  القنيطرة  وفي تخوم حلب وفي افخاخ القبض على العملاء الاسرائيلين والمرتزقة من مختلف الجنسيات  من خلال  حرب الانفاق وعبر المصائد والكمائن المحكمة .

لقد صدق الارهابيون ما وعدهم به سيدهم الاسرائيلي والسعودي  فرددوا مزهوين صباحا ومساء : ” احفر قبرك في يبرود ” وان يبرود هي عاصمة  دولتهم في القلمون العصية على الاختراق فاستفاقوا فجأة لتتحول يبرود كما القصير وقلعة الحصن الى قبر ومقبرة حفرتها لهم  ضربات أبطال الجيش العربي السوري الساحقة فكان سقوطهم مدويا وانهيارهم  كاملا وبسرعة  صدمت رؤوس من خطط  لهم طويلا وأرضعهم الاحقاد والافكار الوهابية  السوداء ..

tu.saqr@gmail.com

البعث ميديا