موسكو تحذر من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا

وصفت وزارة الخارجية الروسية القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأحداث في أوكرانيا والقرم بأنه أحادي الجانب محذرة من أن مبادرة إصدار هذا القرار ستعرقل تسوية الأزمة الداخلية في هذا البلد.

وقالت الوزارة في بيان لها اليوم “إن المبادرة الخاصة بإصدار القرار ستأتي بنتائج عكسية ولن تؤدي إلا إلى عرقلة الجهود للمساهمة في تسوية الأزمة السياسية الداخلية بأوكرانيا” مشيرة إلى التباين في مواقف أعضاء الأمم المتحدة بشأن مشروع القرار حيث رفض الكثير منهم حضور الاجتماع أو التصويت ما يدل على عدم قبولهم التفسير الأحادي للأحداث الجارية في أوكرانيا.

وأضافت الخارجية في بيانها أن “ضغوطا فظة تصل إلى حد البلطجة السياسية وتهديدات اقتصادية” مورست بحق عدد من الدول الأعضاء كي تصوت لصالح القرار معربة عن أسفها لقيام السلطات في كييف بمساعدة “محاميها” في الغرب بحرف حقيقة ما يجري في كييف من أمور مثيرة للقلق.

وأوضح بيان الخارجية الروسية أن هذه القوى اعتمدت على قدرات آلية الدعاية التي تعود لفترة الحرب الباردة من أجل صرف الاهتمام عن الأزمة السياسية العميقة في أوكرانيا وتحميل روسيا مسؤولية تصعيد التوتر.

وكان مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين كشف أن دولا تعرضت للضغط من أجل التصويت على القرار وقال “انه قبل التصويت في الجمعية العامة على قرار دعم وحدة أراضي أوكرانيا اشتكت دول أعضاء فيها لروسيا من تعرضها لضغط هائل من قبل الدول الغربية العظمى لكي تصوت على هذا القرار”.

وشددت الخارجية الروسية في بيانها على أن نتائج التدخل الفظ من قبل الدول الغربية في شؤون أوكرانيا أصبحت واضحة للعيان ومنها تغيير السلطة بطريقة غير دستورية وانهيار منظومة إدارة الدولة ولا سيما على المستوى الإقليمي والمحلي وعجز قوات الأمن وانفلات المتطرفين والعناصر الفاشية وانتهاكات حقوق الإنسان بشكل جماعي والخطر المحدق بأمن الأقليات القومية وتصعيد الشحن الاجتماعي والوضع الاقتصادي.

ودعا البيان جميع اللاعبين المستقلين من ذوي المواقف البناءة في المجتمع الدولي الى تركيز جهودهم على العمل الحقيقي الرامي إلى استعادة استقرار الوضع في أوكرانيا واحترام تعبير سكان القرم عن إرادتهم بحرية مؤكدا أن هذه الإرادة لعبت دورها التاريخي ولا فائدة للمجادلة في ذلك.

وأقرت الجمعية العامة للامم المتحدة أمس بأغلبية 100 صوت مشروع القرار الذي قدمته أوكرانيا وعدد من الدول الغربية حول وحدة الأراضي الأوكرانية ويتضمن هذا القرار دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى عدم الاعتراف بنتائج استفتاء القرم الذى جرى يوم 16 آذار الجاري والتي أظهرت تأييد أغلبية سكان شبه الجزيرة للانضمام إلى روسيا في خطوة تأتي في سياق الضغوط الغربية على روسيا بسبب موقفها الثابت من الأزمة الأوكرانية وضرورة حلها بالطرق السياسية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف وعمدة سيفاستوبول اليكسي تشالي وقعوا في 18 الشهر الجاري في موسكو معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية بعد الاستفتاء الشعبي الذي أظهر تاييد نحو 97 بالمئة من سكان القرم الانضمام لروسيا.

البعث ميديا – سانا