مساحة حرة

العراق وإعادة إنتاج بندر «داعشياً»..!؟؟

لا يستطيع احد من متابعي الحرب الإرهابية الضروس على العراق إلا أن يرى تعاظم  الدور السعودي فيها تمويلا ودعما وتسليحا وتواجدا على الأرض وما كان ليتم هذا دون رضا واشنطن ومباركتها والادوار السعودية في ممارسة اللعبة الإرهابية في ارض الرافدين ليست جديدة وتغذية الفتنة الطائفية والمذهبية هناك لم تتوقف منذ ما قبل الانسحاب الأمريكي وتصاعدت الى حد خطير جدا بعد الانسحاب مترافقة مع موجات من حروب تفخيخ السيارات وتدمير البنى العراقية بحيث بات من غير المألوف توقف مشهد سيول الدماء واكوام الاشلاء في شوارع بغداد والمدن العراقية الأخرى ولو ليوم واحد ..

وبدا واضحا أن حكام السعودية قد كلفوا أمريكيا بشن حروب بالوكالة عن واشنطن في المنطقة وبخاصة في بلاد الشام والعراق بعد سحب القوات الامريكية من العراق واتخاذ إدارة أوباما قرارا حاسما بعدم ارسال قوات الى المنطقة وشن حروب جديدة نتيجة الفشل الذريع للحروب المباشرة التي شنها جورج بوش وكبدت الولايات المتحدة خسائر بشرية بالآلاف وخسائر مادية بمئات المليارات من الدولارات وضربت الاقتصاد الأمريكي بأزمة مالية زلزالية لن يخرج منها لسنوات طويلة فكان البديل عن الغياب المباشر لأمريكا نشر الفوضى الهدامة في أربع رياح المنطقة باستثناء أنظمة الخليج وعلى رأسها السعودية التي كلفت بهذه العملية لفاء حفظ وجودها على سدة الحكم وإلا ما معنى أن تشتعل الأعمال الإرهابية في معظم الدول العربية وتستثنى السعودية ودول الخليج ولو الى حين ؟؟

وبذريعة البعبع الإيراني تم دفع هذه الأنظمة في الخليج لتقدم كل ثرواتها خدمة لهذا المخطط الجهنمي وتصدر النظام السعودي الجميع في ضرب سورية وتدميرها وقصم ظهر محور المقاومة الذي تتباها به إيران بالتوازي مع اشغال الساحة العراقية

بالفتن والإرهاب الدموي خوفا من تمكن إيران من إملاء الفراغ الذي تركه انسحاب القوات الأمريكية منها ولما لم تنجح المملكة الإرهابية من كسر إرادة الشعب السوري بعد أكثر من ثلاث سنوات وعلى أساسه جرى تبديل واستبدال مسؤولي الملف الإرهابي في سورية ومنهم أمير الإرهاب المخضرم بندر بن سلطان وانتقل تركيز الجهد الإرهابي السعوديإلى الساحة العراقية فتم إطلاق ما سمي تسونامي داعش ليتمدد بين عشية وضحاها في أجزاء كبرى في شمال ووسط وغرب العراق ولم ينكر حكام آل سعود وقوفهم إلى جانب هذا الاجتياح الإرهابي الذي فاق كل توقعات المتابعين والمراقبين وذهبوا إلى حد وصف أعمال داعش وجرائمها وفظائعها بحق العراق وشعبه بالثورة ووصف هؤلاء المجرمين المتوحشين بالثوار واستغلت الحملات الإعلامية المرافقة لتسونامي داعش الخواصر الرخوة في الحكومة العراقية وأدائها السيء لتقوم بشيطنة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتحميله مسؤولية كل شيء وكأن الأزمة تنتهي لمجرد نزوله عن رئاسة الحكومة وهذا الأسلوب من شخصنة وشيطنة هو الأسلوب الأمريكي الغربي ذاته في التعامل مع الأزمات منذ بدء ما يسمى ثورات الربيع العربي قبل اربع سنوات ..

من السذاجة في التفكير أن نصدق أن واشنطن كانت بعيدة عن معرفة تفاصيل ما أعد للعراق في ليل بهيم اسفر عن احتلال إرهابي لأجزاء واسعة منه بل تكون السذاجة مضاعفة إذا صدقنا أن مسعود برزاني يمكن ان يطلق مطالبته باستقلال كردستان في اللحظات الأولى لموجات داعش دون علم الإدارة الامريكية لما في ذلك من مؤشرات على تغيير في خرائط المنطقة بصورة جذرية ومن هنا كان قول البارزاني اثناء  زيارة كيري لإقليم كردستان أن العراق لم يبق كما كان سابقا وان هناك عراق جديد وتذكرني هذه العبارة بما كان يردده سلفا كير ومجموعته قبل انفصال جنوب السودانعندما أقاموا الدنيا بالمطالبة بسودان جديد فكانت النتيجة مباركة أمريكا لتقسيم السودان وتشكيل دولة جنوب السودان التي تربو مساحتها على 700 الف كيلو متر مربع أي اكثر من ثلث السودان في الوقت الذي كانت تقول في العلن أنها مع وحدة الأراضي السودانية بينما سرا كانت تدعم مواقف الانفصاليين بالتقسيم .

الجديد في الحدث العراقي ظهور أمير الإرهاب بندر بعد غياب طويل عنالمشهد الإرهابي في المنطقة والحديث عن عزله كليا وتزامن ظهوره مع هجوم داعش وملحقاتها من الوهابيين والنقشبنديين عندما ظهر برفقة الملك السعودي لدى توقفه في مطار القاهرة لتهنئة الرئيس السيسي وعليه ليس مصادفة ان يتم ذلك علنا ويشكل مقصود وسط تسريبات لاحقة على ان ملف العراق الإرهابي قد أوكل إليه تعويضا عن فشله وهزيمته في الملف السوري ,

وفي المعلومات المسربة “أن الجناح الداعم لرئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق بندر بن سلطان داخل نظام آل سعود تمكن بمساعدة خارجية من “اقناع” الملك عبد الله بن عبد العزيز والدائرة الضيقة المحيطة به، بإعادة بندر الى الخدمة الأمنية مستشارا أمنيا له لشؤون الارهاب ورعايته، وتكليفه بالأشراف على الملف العراقي ومتابعة ودعم العصابات الارهابية وشركائها التي تنفذ أعمالا ارهابية في المحافظات العراقية”..

وليس بعيدا أو مستغربا على  العقل العنيد والمكابر والأحمقالحاكم في السعودية ان ]يقومبهذا التعيين أو المهمة الجديدة لصانع العلاقات السعودية الاسرائيلية بعد فشل المذكور في الملف السوري، حيث كان يتولى شخصيا ومباشرة دعم العصابات الاجرامية في ارهابها ضد سوريةوأبناء الشعب السوري.

وفي المعلومات أيضا ” أن جهات غربية ساهمت في اعادة بندر بن سلطان الى العمل الأمني بعد اقالته، وأن اجتماعا عقد لهذا الغرض بحضور ممثلي هذه الجهات في المغرب أثناء تواجد الملك السعودي هناك حيث كان يمضي فترة نقاهة واستجمام في احد القصور السعودية المنشرة على شواطئ المغرب.”

في مطلق الأحوال عودة القيادة السعودية لإنتاج بندر من جديد ليقف وراء العمليات الإرهابية في العراق بعد تحشيد لجميع العصابات وتوحيدها ونقل بعضها من سورية أو بالأحرى توحيد ساحة الإرهاب سوريا وعراقيا ماهي إلا محاولة أخرى لفرض المشروع الصهيو امريكي الرجعي في المنطقة بالحديد والنار وبواسطة سلاح الإرهاب الدموي الوحشي ومحاولة مستميتة للالتفاف على النجاحات الكبيرة التي حققتها سورية في القضاء على الإرهابيين في أكثر من جبهة وذلك في فترة لاحقة بعد التمكن من الساحة العراقية مما يستوجب اعتبار المعركة واحدة ضد الإرهاب في الساحتين السورية والعراقية والتنسيق وتوحيد الجهود بصورة عاجلة مع اليقين بقدرة البلدين على تحويل هاتين الساحتين مقبرة للإرهاب الوهابي التكفيري في المنطقة وكما أسقطت سورية محاولات بندر وألحقت بها الهزيمة  فإن الفشل ينتظره في العراق على يدي شعب العراق العظيم وقواها الوطنية الأبية .

تركي صقر