صحف: الحرب الأهلية تهدد تركيا مع تفاقم أزمة الأكراد

كتبت صحيفة «التليجراف» البريطانية عن أزمة الأكراد بتركيا بعد تزايد وتيرة استهداف مقراتهم وأماكن تجمعاتهم من قبل الأتراك على هامش الصراع الدائر حاليا بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن والجيش التركية.
وقالت الصحيفة أنه وسط قيام الجيش التركي بالهجوم على المئات من القرى والبلدات الكردية قام حزب العمال الكردستاني على تنفيذ عمليات عسكرية ضد جنود الجيش التركي أودت بحياة العشرات منهم حتى الآن، وقد صاحب ذلك حالة احتقان بالشارع التركي أفضت إلى حرق مبنى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في 100 بلدة، وهو الحزب الذي حصل على 80 مقعد بالانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وتواصلت الهجمات من قبل الأتراك على أماكن تجمعات الأكراد، والتظاهرات التي تنادي بالقومية والعداء للأكراد، وكان المئات من الأتراك قد تظاهروا أمام صحيفة «حرية» التركية المرموقة بعد أن انتقدت تصريحا لأردوغان بشأن الأزمة المتفاقمة.
وحذر رئيس حزب الشعوب الديمقراطي ذو الكاريزما «صلاح الدين» من مغبة الهجوم المتواصل ضد الأتراك مشيرا إلى تحطم أكثر من 400 مبنى تابع للحزب في عدة بلدات، واستبعد حدوث الانتخابات البرلمانية بشهر تشرين الثاني المقبل، رافضا الحملة التي يشنها الأتراك ضد بني قومه.
وكانت الأزمة قد تجددت بعد عامين من اتفاقية وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني والأمن التركي، وذلك بعد التفجير الانتحاري بمدينة «سوروك» التركية والذي أودى بحياة أكثر من 30 ناشط شاب يتبع القضية الكردية، وألقت المليشيات اللوم على السلطات التركية متهمة إياها بالتعاون مع «داعش» الإرهابي لتسهيل تنفيذ هذا التفجير، وهو الأمر الذي نفته تركيا رغم انتشار المؤشرات التي تؤكد تعاونها أو على الأقل عدم مواجهتها لتنظيم الإرهابي«داعش» بسورية.
وكانت المليشيات الكردية قد نفذت عمليات عسكرية ضد قوات الجيش والأمن التركي أودت بحياة 107 فرد حتى الآن، لترد تركيا بسلسلة من عمليات القصف الجوي ضد مقار تابعة لحزب العمال الكردستاني، زاعمة أن عدد ضحايا عمليات القصف التي تشنها وصل إلى ألفين حتى الآن، وهو الرقم الذي يعتقد الكثيرون أن به الكثير من المبالغة.
وانتقد «صلاح الدين» الرئيس التركي أردوغان متهما إياه بالتخطيط لخلق هذا البلبلة ودفع البلاد إلى حافة الحرب الأهلية بعد أن منع حزبه اكتساح حزب«أردوغان» للبرلمان بالانتخابات الأخيرة، محذرا من حرب أهلية قريبة إذا استمرت حالة الاحتقان بالشكل الحالي.