ثقافة وفن

نحاتو سورية يختتمون فعاليات الملتقى الدائم الأول في طرطوس

اختتمت مساء أمس في ساحة بلدة نقيب بريف محافظة طرطوس فعاليات ملتقى النحت الدائم الأول الذي أقيم تحت عنوان “طرطوس أم الشهداء” بعرض المنحوتات الست والعشرين التي أنجزها النحاتون المشاركون من مختلف المحافظات.

وأشار محافظ طرطوس صفوان أبو سعدي في كلمته بحفل الختام إلى أن النحاتين المشاركين جعلوا من الملتقى حدثا ثقافيا مهما وتقليدا دائما تفخر به هذه المحافظة، مؤرخين لهذه الحقبة التاريخية التي يعيشها الشعب السوري من خلال منحوتات فنية متميزة، مؤكدا أن أبناء سورية الأبرار وخاصة في طرطوس يستحقون كل التقدير والاحترام لعظمة ما قدموه لتبقى سورية سيدة حرة مستقلة.

وبين مدير الملتقى رئيس مجلس المحافظة المهندس ياسر ديب أن هذا الحدث حقق هدفه بتمثيل طرطوس كأم للشهداء من خلال احتضانها فعالية فنية ضخمة وثق فيها المشاركون الواقع السوري وأزمته وصمود السوريين وإيمانهم بالانتصار.

من جهته بين رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس علي حسين أن الملتقى شكل من أشكال المقاومة بما قدمه من رسائل تؤكد صمود الشعب السوري وإصراره على تحدي كل من حاول العبث باستقرار الوطن، مشيرا إلى الجهود التي بذلها النحاتون في ظروف الطقس المختلفة ليقدموا أعمالا بأفكار متعددة وأساليب متنوعة تجسد عنوان الملتقى.

وعبر النحاتون المشاركون عن اعتزازهم بهذه التجربة التي استمرت شهرا كاملا، حيث أشار النحات حسان حلواني من دمشق إلى أهمية احتضان الملتقى لعدد من المواهب الشابة التي تشارك للمرة الأولى في فعالية بهذا الحجم، مبينا أنه قدم منحوتة “الأم” التي بدأ فيها بتشكيل أول حروف كلمة “طرطوس”، مرورا بتجسيد الأنثى كأم وآلهة، وصولا إلى نحت حروف عشوائية لا تمثل كلمة بعينها تعبيرا عن لغة عالمية يفهمها الجميع.

ولفت النحات عيسى سلامة من طرطوس إلى أن عنوان منحوتته “وسام الشهادة” والتي تجسد عددا من الشهداء يعلوهم النسر والعلم السوري جاءت بعمل واقعي تعبيري، مؤكدا أهمية فن النحت وخاصة في هذه الفترة لدوره التوثيقي لبطولات جنود الجيش العربي السوري الباسل.

أما منحوتة الفنان هشام الغدو من دير الزور فجسدت جمال المرأة السورية بمنحوتة واقعية أسماها “لانا”، في حين جسد الفنان أكسم السلوم من حمص امرأة صامدة بوجه الريح في إشارة إلى الإرهاب، حيث لفت السلوم إلى أهمية الملتقى في إتاحة المجال للناس لرؤية خطوات النحت والجهد الكبير الذي يبذله النحات لإنهاء عمله.

وبين النحات حسن عزيز محمد من طرطوس أنه استكمل على مدى أيام الملتقى منحوتته “طائر الفينيق” الناهض من الرماد، في إشارة لقيامة سورية، معربا عن أمله في استمرار الملتقى كل عام ليكون نقطة جذب لأكبر عدد من الفنانين السوريين من جميع المناطق لتبادل الخبرات والاستمتاع بجو من العمل الاحترافي الحقيقي.

وقدمت النحاتة حلا عباس من طرطوس منحوتة تمثل الجندي السوري بثياب القتال يعلوها جناحا ملاك، معتبرة أن الملتقى يمثل حالة ثقافية حضارية إبداعية تزيد من ترابط الفنانين وتعزز علاقة الناس بالفن.

وكرمت إدارة الملتقى 73 من النحاتين والفنيين والموسيقيين وممثلي الفعاليات الاقتصادية والأهلية التي كان لها دور مهم في إنجاح الملتقى مشيرة إلى أنه سيتم تشكيل لجنة لدراسة كيفية توزيع المنحوتات في أرجاء المحافظة واستبقاء بعضها الآخر في بلدة نقيب.