محليات

باحثة اقتصادية: المصارف العامة السورية لاتتبنى استراتيجيات للتسويق

يمكن للمصارف أن تؤدي دورا هاما في جذب الاستثمارات إلى سورية من خلال اعتماد استراتيجيات تسويق مصرفية فاعلة، وقد رصدت الباحثة الاقتصادية غيداء سلمان معاون مدير المعهد التجاري للشؤون العلمية في جامعة تشرين في رسالتها لنيل درجة الدكتوراه في الاقتصاد – قسم العلاقات الدولية، بعنوان “دور استراتيجيات التسويق المصرفي في جذب الاستثمارات الدولية”، حالة تطبيقية على بعض المصارف العاملة في سورية، ونالت سلمان درجة الامتياز بعلامة قدرها 85.

وذكرت الباحثة الاقتصادية سلمان لـ “البعث ميديا” أن أهمية الدراسة تكمن في الإسهام بشكل فعال في تطوير عمل المصارف العاملة في سورية، وتحسين أدائها وتحقيق نتائج ايجابية، بحيث تكون أكثر فاعلية في الاقتصاد السوري، وتتضمن الأهداف دراسة الاختلاف بين أداء المصارف العامة والخاصة من حيث تطبيق استراتيجيات تسويق مصرفي فعالة لجذب الاستثمارات الأجنبية الى سورية وتحليل نقاط القوة والضعف لدى هذه المصارف.

وقالت سلمان: تناولت الدراسة أهمية التدفقات المالية الدولية والية جذبها عبر استثمارات أجنبية باستخدام استراتيجيات التسويق المصرفية في ظل ما يسمى العولمة المالية، اذ ان كل الاستثمارات الأجنبية باتت تحظى بأهمية كبيرة نظرا لدورها في خلق فرص استثمارية من الصعب توفيرها من قبل المؤسسات المحلية، إضافة الى الدور المتعاظم الذي تؤديه حركة الاستثمارات على الصعيد العالمي وانتقال رؤوس الأموال.

كما تشير سلمان الى ان الدراسة ركزت على استراتيجيات التسويق المصرفي التي تتبناها المصارف العاملة في سورية، لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية، بما يسهم في تسريع عملية التنمية الاقتصادية لاسيما بعد ان زادت حدة المنافسة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، اذ تعمل كل الدول على تبني سياسات نقدية ومالية في هذا الاتجاه وخاصة في ظروف سورية الحالية التي تعاني من نقص في الموارد المالية اللازمة لإتمام عملية التنمية، مبينة ان الدراسة ركزت على دور المصارف في ذلك باعتبارها تشكل البيئة الحاضنة للأموال الوافدة إضافة للتعرف على استراتيجيات التسويق المصرفي التي تعتمدها لتحقيق هذا الهدف من خلال دراسة حالة بعض المصارف العاملة في سورية.

وتقول الباحثة سلمان: ان مشكلة الدراسة انطلقت من البحث عبر دراسة استطلاعية شملت عددا من المصارف العاملة في سورية، وتبين عدم وجود أقسام في هذه المصارف تعنى بإدارة التسويق وإدارة المبيعات وما يعنى بالعملاء، مشيرة إلى ان هذه المصارف تقدم الخدمات التقليدية فقط “ودائع وقروض وتسهيلات ائتمانية” رغم توافر بيئة ملائمة لممارسة استراتيجيات تسويق مصرفية فعالة في جذب رؤوس الأموال “أجنبية او سورية مهاجرة”.

وبناء على مشكلة الدراسة أثارت الباحثة تساؤلات تلخص مشكلة الدراسة في واقع استراتيجيات التسويق المصرفية المتبعة في المصارف العاملة في سورية، ودورها في جذب الاستثمارات وماهي اهم الإجراءات المتبعة لدى هذه المصارف لجذب هذه الاستثمارات.

وخلصت الدراسة الى نتائج أهمها ان المصارف العاملة في سورية لا تتبنى استراتيجيات تسويق مصرفية، بما يتناسب مع أسواق المال العالمية حيث ما زالت بيئتها تقليدية ناشئة مقارنة بما هو متعارف عليه دوليا، ما يتطلب تطوير عملها وأدائها لتتناسب مع الأداء العالمي ولتكون بالتالي أكثر فاعلية في مجال جذب الاستثمارات، إضافة الى عدم تمتع الكوادر العاملة في هذه المصارف بالخبرات التسويقية.

وأوصت الباحثة في ختام دراستها بتنفيذ خطط تطوير وتأهيل الكوادر البشرية المصرفية العاملة في سورية في مجال التسويق واعتماد استراتيجيات مرنة، تستطيع تقديم خدمات مصرفية جديدة تتناسب مع احتياجات العملاء والمستثمرين الأجانب وفق السوق المصرفية العالمية، والاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال، اضافة الى زيادة التشبيك بين مصرف سورية المركزي والمصارف العاملة في سورية.

واختتمت سلمان بحثها بالتأكيد على ان التسويق المصرفي يمثل ثقافة راقية في التعاملات المالية مكنت عديد الدول من الحصول على حصص سوقية مميزة، وهو الامر الذي يجب على المصارف العاملة في سورية السعي لتحقيقه للاسهام بشكل فاعل في جذب الاستثمارات و رفد الاقتصاد الوطني بمقومات التنمية.

البعث ميديا-اللاذقية: مروان حويجة