منوع

المتة.. وما أدراك ما المتة؟

لكي تعرف مدى أهمية “المتة” في الشارع السوري عليك أن تدرك ما يحدث  لعشاقها عندما “تنقطع ” من السوق ويتحول وجودها إلى سلعة نادرة، عندها ينال غيابها مرتبة “الحدث الأهم” وتصبح مهمة تأمينها الشغل الشاغل لهم، حيث يتملكهم  الشوق لتلك الأوراق الخضراء ولعدتها (الإبريق،علبة السكر، الكاسة أو الجوزة، مصاصة المتة) التي أصبحت رفيقاً ملازماً لجلساتهم وزياراتهم وغرضاً لابد من وجوده في منزل “شريبة المتة”،ناهيك عن أنها أصبحت المشروب الرسمي لكثير من السوريين، وفي الأيام الأخيرة عانى عشاقها الأمرين بسبب “انقطاعها”مرة أخرى مما ذكرنا  بأغنية “المتة انفقدت بالسوق” التي كتبها بيان السيد وأداها وسيم إسماعيل مردداً فيها “أنا بس شوية مقروق وبلا متة ما بقدر روق”.

وفي فترة غيابها طرق مدمنو المتة جميع الأبواب، مما اضطر بعض المحلات إلى وضع لافتة على الباب الخارجي لمحلاتهم كتب عليها “من الآخر ماعندي متة” كجواب شاف وقاطع للسؤال المتكرر الذي يعيده جميع الزبائن على أصحاب المحلات، ولكن “دلالها” واحتجابها عنهم لم يبدل حالهم وبقوا على عهد الغرام بحجة فوائدها العظيمة كسبب إضافي لحبهم لها فهي تفيد في مشاكل عسر الهضم وتقلل من آلام الصداع وتعتبر من مشروبات الطاقة والتنبيه وتفيد في تخفيف الوزن، وليس لها  أضرار على القلب والأعصاب بالرغم من احتوائها على الكافيين بل تبعث النشاط.

وتحاك الأقاويل والقصص حول هذا المشروب الشعبي ويتغزل عشاقها بها بالقول (خضراء يابسة قد بت أهواها)وأيضاً (كل شي انتزع بتصلحو كاسة متة)،و يتغنى البعض الآخر بفوائدها بالقول(لا تتلبك ولا تحتار..قرقع متة مع ورق الغار) و(يا دلي يا دلي..على طعم المتة بالزعتر البري)وغيرها،ولشرب المتة قواعد وقوانين وطقوس معينة تختلف من منطقة إلى أخرى وترتبط بعاداتها وتقاليدها وأهمها(المتة ما بتنغلى)، تماماً كما يوجد (أنواع لشريبة المتة) لا يعرف تقسيماتهم الدقيقة سوى الخبير بشربها، ولكن السمة الغالبة لـ “جميع شريبة المتة” بأنهم يتهربون من مهمة تسخين الإبريق لذلك نسمع على الدوام على لسانهم القول الطريف (كثيرون حول شرب المتة…قليلون حول تسخين الإبريق).

البعث-ميديا|| جريدة البعث- لوردا فوزي