الشريط الاخباريمحليات

أهالي حلب يستعيدون أجواء رمضان وعاداته في خان الوزير

يستعيد أهالي حلب أيام رمضان وذكرياتهم المميزة وعاداتهم الاجتماعية القديمة على بساطتها مساء كل يوم في خان الوزير أحد أقدم خانات حلب القديمة الذي تم إعادة افتتاحه مؤخرا من خلال تنظيم فعالية “رمضان حلب أحلى”.

والفعالية التي تقيمها جمعية “بكرا أحلى” تواصل أنشطتها الاجتماعية والفنية والترفيهية كل يوم منذ بداية شهر رمضان حيث يشهد الخان إقبالا يوميا من أهالي المدينة ليعيشوا الفرحة والذكريات بسماعهم قصص وحكايا الحكواتي عن بطولات عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي والزير سالم بأسلوب فكاهي وكوميدي يرسم الضحكة على وجوه الحضور، إضافة للوصلات الغنائية التراثية الأصيلة التي طالما سمعوا كلماتها من آبائهم وأجدادهم.

عن هذه الفعالية تقول شذى كردي رئيسة جمعية “بكرا أحلى”: “هدف الفعالية إعادة الحياة والألق وبث الروح للمدينة القديمة في حلب، وهي فرصة للشباب أن ينسوا ظروف الحرب ويتعرفوا على خان الوزير كونه صرحا تاريخيا يعتبر من أهم وأجمل خانات حلب”، مضيفة: “ببعض الإمكانيات البسيطة واللمسات الفنية استطعنا إحياء هذا المكان وهناك إقبال متزايد من أهالي حلب بسبب عشقهم للمدينة القديمة وما تمثله من قيمة كبيرة بالنسبة لهم”.

وأوضح محمد الهاشمي مدير إحدى الشركات للصناعة والتجارة بحلب أنه بجهود الأهالي وتعاونهم يدا بيد تم تجهيز هذا الموقع الأثري ليثبت للعالم صمود حلب بأهلها وتجارها وصناعييها الذين عادوا للعمل من جديد، ولما لذلك من دور كبير في تنشيط العجلة الاقتصادية وإعادة الإعمار، فيما يرى عبد الرزاق رسلان أحد الصناعيين أن “هذه الفعاليات مشجعة لعودة الحياة للمدينة القديمة بحلب كوننا نشأنا هنا كتجار للخيوط والأقمشة الشهيرة”.

بيير لوكوف أحد زوار المهرجان القادم من فرنسا يبين أنه يقطن في مدينة حلب منذ سنتين ونصف وهو سعيد جدا برؤية خان الوزير يعود للحياة من جديد بعد دحر الإرهاب وتوقف قذائف الحقد والغدر ويقول: “أنا محظوظ بوجودي هنا خاصة بحلول السلام والأمن في المدينة وعودة الحياة إليها”.

المهندسة هلا بلبل من الزوار أعربت عن فرحها بهذه الأجواء الرمضانية والسهرات الجميلة في حلب وعودة الحياة إلى طبيعتها، مشيرة إلى أنها نشاطات مميزة كون أهالي حلب محبين للفرح.

حنان بريمو إحدى المشاركات بالأعمال والأشغال اليدوية عبرت عن سعادتها بالإقبال المميز وعودة الحركة من جديد واهتمام الناس بهذا الخان الأثري.

وقال محمد عابدين آغا أحد المشاركين بالمفروشات العربية التقليدية “المد العربي” إن هذه الفعالية مهمة جدا لإحياء التراث بحلب القديمة بعد الدمار الذي لحق بها جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية.

ومع غياب شمس كل يوم ينتظر أهالي حلب ساعة الإفطار ليقصدوا من جديد عبق التاريخ في مدينتهم القديمة بأزقتها وحاراتها ليعيشوا الفرحة من جديد.